على امتداد أكثر من عشرين سنة... برز المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم رافدا أساسيا ومغذيا رئيسيا للساحة الغنائية التونسية أصواتا وانتاجا وابداعا موسيقيا...
فهذا المهرجان الذي اختار فصل الربيع موعدا سنويا لاحتضان المواهب الفنية (الا في حالات استثنائية)... استطاع على امتداد مختلف دوراته أن يكتب أحلى صفحات الموسيقى والتأسيس لأجيال فنية متعاقبة...
كان المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم قدم للساحة الغنائية أسماء أصبح لها حضورها الفاعل في المدونة الفنية التونسية...
جاء ببادرة وبرغبة شديدة من ذوي النفوس العزيزة في مدينة منزل تميم لتأسيس فعل ابداعي جاد... الصادق شرف، عبد الكريم بونقيشة، عبد الملك الأسواق، حكيم الصغير، عبد الرحمان باشا عبد الكريم المدب ومحمد الغزي الراحل كمال العناني، ساسي حمام... والقائمة طويلة في هذا المجال من الذين عملوا وجاهدوا واجتهدوا حتى يكسب هذا المهرجان الرهان ويحقق المبتغى في تمكين المواهب من فرصة التعبير عن الذات والانطلاق في الأفق الرحب تأسيسا وتأثيثا لمسيرة فنية لها خصوصياتها... ولها حضورها الفاعل في المشهد الموسيقي التونسي.
مجموعات... فرق... وأسماء
المتأمل في مسيرة المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم يكتشف أن فرقا موسيقية وأسماء غنائية صنعت مجدها الغنائي انطلاقا من هذه التظاهرة... بل مثلت (التظاهرة) نقطة الانطلاقة ومحطة البداية... فأسماء كايمان السويسي وألفة بن رمضان ومنير الطرودي وأسامة القاسمي وحيدر أمير ومحسن الشريف وفوزي الغريبي وهندة الصفاقسي ويسرى الحمزاوي ونصر بوراوي وهالة المالكي وسامي الرزقي وسماح البرهومي وشقيقتها ألفة البرهومي وأسماء عديدة أخرى... سرعان ما لفها النسيان بعد ان اختارت الهجرة وأذكر هنا على سبيل الذكر لا الحصر سنية العرائسي وألفة بن فرج بدرجة أولى... ومن المجموعات والفرق الموسيقية نذكر فرقة آرابيسك للموسيقى العربية بقيادة الفنان الطاهر القيزاني وفرقة نادي دار الشباب للموسيقى بالمنستير وغيرها من الفرق الموسيقية التي انطلقت من مهرجان الهواة بمنزل تميم لتعانق الاحتراف الفني...
وخفت البريق
على امتداد الدورات الأخيرة قبل الثورة عرف المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم تراجعا... وخفوتا واضحا لبريقه واشعاعه الذي كان من مميزاته من خلال «حرارة» مسابقاته والحضور الجماهيري الكبير والأسماء الفنية البارزة التي تحضره وتساهم في تأثيث سهراته... قد يكون كما تعيشه البلاد من حراك على أكثر من مستوى مؤشرا على أن مستقبل هذا المهرجان أصبح في حكم المجهول... فإن وزارة الثقافة وهذا رأي شخصي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى الى ضرورة فتح ملف التظاهرات الفنية المنتشرة هنا وهناك (مهرجان منزل تميم مهرجان صليحة بالكاف مهرجان الشاذلي أنور بمساكن)... هذا على مستوى الجهات ان صح التعبير... ويبقى مهرجان منزل تميم رائدا في مجاله الفني... لكن أن يصبح هذا الصرح مهددا بالاضمحلال... فهو مآل لا نبغيه ولا نريده لتظاهرة ابداعية كتبت على امتداد أكثر من عشرين دورة صفحات خالدة في المدونة الغنائية التونسية... فما رأي وزارة الثقافة...؟