يبدو أن كتاب «حقيقتي» الذي تعتزم ليلى بن علي زوجة الرئيس المخلوع نشره أواخر ماي المقبل سيحمل معه مفاجآت كبيرة وسيفجر أسرارا غاية في الخطورة .. لا سيما وأن ما رشح عنه من معطيات وتسريبات تشير إلى دور قامت به المخابرات الفرنسية في تونس للإطاحة بنظام بن علي . إذن كسرت ليلى بن علي ، أخيرا، بعد 15 شهرا جدار الصمت، لتتحدث عن الثورة التي أدت إلى سقوط زوجها، زين العابدين بن علي، في كتاب عنونته ب«حقيقتي» عن دار نشر فرنسية، تروي فيه الساعات الأخيرة لها في تونس وتكشف فيه أيضا عن الأسباب التي دفعتها إلى اللجوء للمملكة العربية السعودية. وأكدت مصادر إعلامية وسياسية اطلعت على الكتاب أن ليلى بن علي وجهت انتقادات لاذعة لعدد من الشخصيات السياسية الفرنسية والتونسية والأهم من ذلك أنها تناولت – لأول مرة - دور المخابرات الفرنسية في الأحداث التي شهدتها البلاد من 17 ديسمبر إلى 14 جانفي 2011 . في هذا المؤلف الذي من المقرر أن يصدر في 24 ماي القادم تروي ليلى بن علي، كيفية معايشتها رفقة عائلتها لأحداث الثورة التونسية التي تصفها بالانقلاب. وتنقل الجهات الإعلامية و السياسية عن بعض أسطر الكتاب: «إنها انقلاب وليست ثورة عفوية» مضيفة ذات الجهات أن ليلى تركز في صفحات «حقيقتي» على الاتهامات التي وجهت ضدها وضد عائلتها، موجهة أصابع الاتهام لعدد من الشخصيات السياسية الفرنسية والتونسية . إلا أن الفصل الأهم في هذا الكتاب متمثل في الدور الذي لعبته وفق رواية ليلى بن علي المخابرات الفرنسية في صيرورة الأحداث في تونس إبان الثورة وكيف غيرت موازين الأحداث والقوى في تونس. ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الفارة إلى المملكة العربية السعودية منذ 14 جانفي 2011، تحدثت عن تفاصيل الساعات الأخيرة التي قضتها في قصر قرطاج عشية رحلتها إلى المملكة، وما دار من حديث بينها وبين بن علي أثناء الرحلة. وتتزامن هذه التسريبات مع تأكيد تقرير فرنسي بأن ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي قد تكشف ملابسات وحيثيات خفية عن اللحظات الأخيرة لنظام بن علي، في كتابها. ولمح التقرير الذي أعدته «فرانس 24» وإذاعة «مونتي كارلو»، إلى أن الكتاب قد يحتوي أيضا اتهامات لشخصيات تونسية وفرنسية وكذلك أجهزة الاستخبارات الفرنسية التي تتهمها ليلى الطرابلسي باختراق الدوائر المقربة لبن علي. الكتاب طبع في فرنسا في دار نشر «موون» وسيكون جاهزا للبيع في شهر ماي المقبل، ونقلت وسائل إعلام أن الدار طبعت 100000 نسخة في الطبعة الأولى، وهي مستعدة للمزيد في حال ما إذا أحدث الكتاب ضجة في أوساط القراء كما يتوقع له. ومنذ الإعلان عن هذا الكتاب «الضخم»، حسب ما وصفه الكثير من المتابعين للشأن التونسي، أطلق التونسيون العنان على شبكات التواصل الاجتماعي وفي العديد من وسائل الإعلام. ودعت شرائح كبيرة من التونسيين إلى مقاطعة هذا الكتاب «الذي لا علاقة له مع الحقيقة»، في إشارة منهم لعنوان الكتاب. يذكر أن صورة غلاف الكتاب التي ضمنتها مصادر الخبر حملت صورة ليلى محجبة تلبس نظارات فاخرة ووشاح من الحرير الأبيض.