شهد المجلس الوطني التأسيسي في جلسة المساءلة لوزير الداخلية أول أمس حوارات ساخنة جدا بدت جديدة على التونسيين... فهل هو استعراض وتهريج أم دربة على الديمقراطية بما تعنيه من تنافس وصراع بين الرأي والرأي الآخر؟ استاء غالبية أعضاء المجلس الوطني التأسيسي من عبارات توجّه بها بعض زملائهم خلال نقاشهم لوزير الداخلية ، وتميّزت العديد من المداخلات بحالة من التشنج والتوتر ورافقتها بعض الألفاظ المستهجنة على غرار ما تحدّث به النائب إبراهيم القصّاص من أنّ المجلس تحوّل إلى ملعب كرة في إشارة إلى التصفيق الّذي أعقب به نواب مداخلة السيّد علي العريّض وتوجيه انتقاد لنائبات حركة النهضة وتذكيرهن بأنّ «صوت المرأة عورة» ، وهو الأمر الّذي اثار إحدى النهضويات (النائبة آمال عزوز) التي تدخّلت بردّ صارم مطالبة رئيس المجلس بالتدخل لوقف محاولة تهميش المجلس والتعدي على حرمته ورئيسه من طرف النائب المذكور خارج المجلس وداخله قائلة إنّه قد صدّق نفسه بأنّه «نجم التأسيسي» مشيرة أنّ وسائل الإعلام قد جعلته يشعر بذلك الشعور الخاطئ حسب اعتقادها وواصلت النائبة قائلة: «أنا آسفة على شعب يتكلّم باسمه مثل هذا الشخص». وقد ثمن السيّد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس مداخلة النائبة وقال مرّة أخرى تقف امرأة في وجه تجاوزات ما كان لها أن تقع فبعد خولة الرشيدي التي تصدّت إلى الشاب السلفي الّذي حاول نزع العلم من على مدخل كليّة منّوبة ها نحن نرى مرّة أخرى امرأة تقف تتكلّم بشجاعة عن واقع غير مأسوف عليه نأمل أن تكون له نهاية في رحاب المجلس وخارجه. كما عرفت الجلسة عدّة اتهامات ولهجة متوترة بين الأعضاء من مختلف الكتل البرلمانيّة ،ويبقى السؤال في ما إذا كان هذا الجدل بما فيه ربّما من تجاوزات أو أخطاء هو مجرّد تهريج أم هو أعمق من ذلك بحيث يكون مدخلا للدربة على الديمقراطيّة والحق في الاختلاف ناهيك أنّ بلادنا تعرف لأوّل مرّة مثل هذه التجربة البرلمانية بما فيها من تعدّد وتنوّع في الآراء والمقاربات والانتماءات. «الشروق» فتحت ملف تقييم أداء المجلس الوطني التأسيسي من وجهة نظر أعضاء في المجلس كما رصدت آراء المواطنين من خلال متابعتهم لسير الجلسات وخاصة منها الجلسة الأخيرة الّتي خصّصت لمساءلة السيّد وزير الداخلية.