تم أمس ترحيل الشيخان المغربيان السلفيان «حسن كتاني» و«عمر بن مسعود الحدوشي» من مطار تونسقرطاج وذلك لأنهما ممنوعان من الدخول إلى التراب التونسي لاتهامهما بالمشاركة في تفجيرات المغرب في 2003. وقد حضرا بدعوة من جمعية دار السلام للأعمال الخيرية والعلوم الشرعية. وقد أغضب هذا القرار مجموعة كبيرة من السلفيين وقاموا بوقفة احتجاجية بالمطار أول أمس حوالي الساعة الواحدة ليلا، وقد سيطر أمن المطار إضافة إلى قوات التدخل في تهدئة الأوضاع.
«يا أعداء الشريعة»، «بالروح بالدم نفديك يا شيوخنا»، «لن نعود دون شيوخنا» هذه الشعارات وغيرها تم رفعها أمس بمطار تونسقرطاج إضافة إلى عدد كبير من الأعلام السوداء حملها السلفيون مطالبين بحق الشيخين المغربيين في الدخول إلى تونس لإلقاء محاضرات دينية تحت رعاية الجمعية التونسية لدار السلام للأعمال الخيرية وعلوم الشريعة وعن هذا قال سليم بن خليف عضو في الجمعية «لماذا لم يتم السماح لشيوخنا الأجلاء بالدخول إلى تونس فهم في ضيافتنا وما وقع من قبل مسؤولي المطار لا يمكن قبوله، فهم يسمحون لنانسي عجرم بالدخول أما دعاة الشريعة كحسن كتاني وعمر الحدوشي فهم أعداؤنا ويتم طردهما بلا عذر مقنع».
وإجابة منه عن سؤالنا حول معرفة مشرفي الجمعية بالتهم المنسوبة للشيخين المغربين بضلوعهما في تفجيرات المغرب 2003 قال «هذان الشيخان من خيرة العلماء وهما متهمان فقط، ونحن نعرف كيف تلفق هذه التهم، فإن كانت السلطات المغربية سمحت لهما بالسفر فلماذا نمنعهما نحن، فالقرضاوي مثلا كان ممنوعا من زيارة تونس ولكنه حضر وألقى عديد المحاضرات، لذلك أزعجنا كثيرا هذا القرار ولكننا امتثلنا إليه».
أسلوب حضاري
«لقد تعاملنا مع هذه المجموعة من الملتحين بأسلوب حضاري وحاورناهم بهدوء واقنعناهم بضرورة عودة هذين الشيخين إلى المغرب» هذا ما قاله رئيس منطقة البحيرة عماد الحناشي مضيفا في نفس السياق «نحن نفذنا القانون على جميع الأطراف سواء الشيوخ الذين حضروا للمطار أعدناهم إلى بلادهم عن طريق الخطوط المغربية الملكية لأنهما ممنوعان من دخول تونس، وفرقنا الوقفة الاحتجاجية بطرق سلمية».
ما هذا..؟
«ما هذا، والله فضيحة» هذا ما ردّده أحمد البعزيز مواطن جاء لاستقبال زوجته الأجنبية قائلا: «أريد أن أسأل هؤلاء السلفيين أين كنتم سابقا؟ لم نراكم تواجهون الظلم والاستبداد، والآن تستضيفون شيوخا يتاجرون بالدين وبعقول شبابنا».
ومن جهتها قالت فاطمة الحرزي «ماذا سيقول الأجانب عنا، أعلام سوداء وهتافات وشتم وغضب لماذا كل هذا؟ يكفينا من هجوم «المشيخة» علينا، فمشاكلنا أهم بكثير منهم».
تواجد أمني
ورغم فض الوقفة الاحتجاجية لعدد من السلفيين إلا أن قوات الأمن مازالت متواجدة في مطار تونسقرطاج تخوفا من عودة هذه المجموعة على حدّ تعبير أحد رجال الأمن.