العلاقة الوثيقة بين الماضي والحاضر تفرض علينا دوما الاحتكام للتاريخ كمرجع اساسي لفهم الواقع ورصد المستقبل وقبل المباراة الافتتاحية التي ستجمعنا بالمنتخب الرواندي نفضنا الغبار على المخطوطات الكروية التي تؤرخ لهذه المواجهات. فرض صقور قرطاج سيطرة مطلقة على المنتخب الرواندي حيث جمعنا المكتوب 4 مرات وكان الفوز حليفنا في جميع المقابلات وهذه الأسبقية نلمسها في تسجيل 11 هدفا في 4 مقابلات فقط مقابل اهتزاز شباكنا مرة واحدة ولغة الارقام وحدها كفيلة بالتعليق. ذكريات 21 سنة يوم 10 افريل 1983 تقابلنا مع هذا المنتخب لأول مرة في نطاق تصفيات كأس افريقيا وفزنا بخماسية نظيفة كانت بتوقيع محمد الهادي البياري في 3 مناسبات وطارق ذياب ولطفي الحسومي في مناسبة واحدة ومثلنا في هذا اللقاء (عبد الواحد، الشريطي، بن دولات، الشابي، صابر، الحسومي، الزواوي، ثم بن يحيى، شحات، البياري، طارق ثم الركباوي ، الهرقال). وفي الاياب اقتلعنا الفوز من ملعب المنافس بفضل هدف الشريطي. منذ 7 سنوات بعد 13 سنة وفي طريقنا الى مونديال فرنسا 98 واجهنا المنتخب الرواندي مجددا وفزنا بتونس يوم 2 جوان 1996 بنتيجة 1/3 بفضل ثنائىة عادل السليمي وهدف المهدي بن سليمان. وفي الاياب تألق منتخبنا الوطني من جديد برواندا وفاز 20 (عادل السليمي، والمرحوم الهادي بالرخيصة). تونس والمقابلة الافتتاحية المقابلات الافتتاحية في التظاهرات الكروية الكبرى تكتسي اهمية بالغة بحكم مفعولها السحري والاستراتيجي على المعنويات والعضلات وتأثيرها في النهاية على الأهداف المنشودة وعندما نفتح نافذة على الماضي نلاحظ ان البداية في نهائيات كأس افريقيا لم تكن جيدة فمنذ فوزنا في دورة تونس 1965 على حساب اثيوبيا لم نعرف الانتصار في المقابلات الاولى حتى وان كان المنافس ضعيفا وهذا الجرد التاريخي يؤكد هذه الحقيقة: دورة 62: اثيوبيا تونس: 2/4 (مريشكو الشريف) دورة 63: غانا تونس: 1/1 (الجديدي) دورة 65: تونس أثيوبيا: 0/4 (الشايبي دلهوم الجديدي لحمر) دورة 78: تونس المغرب: 1/1 (الكعبي) دورة 82: تونس الكامرون: 1/1 (كمال القاسمي) دورة94: تونس مالي : 2/0 دورة 96: تونس الموزمبيق: 1/1 (المرحوم بالرخيصة) دورة 98: تونس غانا: 2/0 دورة 2000: نيجيريا تونس: 2/4 (بية السليمي) دورة 2002: تونس زمبيا: 0/0 وأمام منتخب لومار فرصة تاريخية نادرة للمصالحة مع المقابلة الافتتاحية بعد 39 سنة حيث يعود فوزنا الأخير الى دورة 1965 بتونس خاصة وان المنتخب الرواندي لم يعرف الا الهزائم امام تونس.
