في مباراة احتضنها ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير وأمام جماهير محترمة العدد حقق المنتخب الوطني لكرة القدم فوزا مهما للمعنويات على حساب رواندا قبل أسبوع فقط من خوض الرسميات ضد غينيا الاستوائية يوم السبت القادم ضمن تصفيات مونديال 2014.
المباراة عرفت شوطين مختلفين، ففي الفترة الأولى لم نشاهد فرصا جدية خاصة من المنافس الذي بدا ضعيفا واختار الدفاع.
شوط في اتجاه واحد
الفترة الأولى ورغم غياب النسق الهجومي من الفريقين إلا أن السيطرة الميدانية كانت لصالح المنتخب الوطني وأول فرصة جدية لعناصرنا الوطنية كانت في الدقيقة العاشرة حين حاول المدافع عمار الجمل بالرأس مستغلا مخالفة مباشرة نفذها وسام يحيى، المنتخب الوطني وأمام جنوح المنتخب الرواندي الى غلق المنافذ اعتمد التسربات الجانبية في محاولة لفكّ الدفاع المكثف للضيوف، خطة أعطت أكلها في الدقيقة 16 عندما نسرّب المهاجم صابر خليفة على الجهة اليسرى لتتمّ عرقلته داخل مناطق الجزاء والحكم المغربي منير الرحماني لم يتردد في الاعلان عن ضربة جزاء نجح في تنفيذها المدافع عمار الجمل.
ضربة جزاء ثانية مسكوت عنها
المنتخب الوطني واصل الاعتماد على التوغلات الجانبية باعتبارها أكثر خطورة على الدفاع الرواندي وجرّب فاتح الغربي حظه لكن تمّت عرقلته من طرف مدافعين اثنين الا أن الحكم أمر بمواصلة اللعب رغم وضوح العملية. في هذا الشوط لم نشاهد عروضا كروية كبيرة بل إن بعض اللاعبين ظلوا أشباحا فوق الميدان على غرار المهاجم حمدي الحرباوي لاعب لكوكارن البلجيكي.
الحرباوي يؤكد
في الشوط الثاني تغيّر وجه المنتخب الوطني وأصبحت جل المحاولات الهجومية جديّة إذ افتتحها الحرباوي في الدقيقة 47 لما سدّد بسهولة في يد الحارس أوليفيي، محاولة حرّكت خط هجوم منتخبنا الذي هدّد مرمى المنافس عن طريق الكرات الثابتة وكاد جمال السائحي يغالط الحارس الرواندي برأسية اثر مخالفة مباشرة في الدقيقة 47. وفي الوقت الذي انتظرنا فيه استفاقة المهاجم حمدي الحرباوي الذي ظل غائبا طوال الشوط الاول تمكن هداف البطولة البلجيكية الحرباوي من تسجيل الهدف الثاني بعد توزيعة من صابر خليفة وعاد الحرباوي من جديد ليسجل هدفه الشخصي الثاني والثالث للمنتخب الوطني في الدقيقة 53 بعد مراوغة ممتازة داخل 18م.
أخطاء دفاعية
رغم النجاعة الهجومية فإن خط دفاع منتخبنا ظل متذبذبا في بعض الاحيان وخاصة غياب التركيز على مستوى المحور وهو ما استغله المهاجم جادي برودي في الدقيقة 57 ليذلل الفارق وسط بهتة دفاعية نتمنى ألا تتكرر في الرسميات.
جمعة هداف والسائحي فنان
مدرب المنتخب الوطني ساسي الطرابلسي أقحم المهاجم عصام جمعة مكان وسام بن يحيى من أجل إعطاء نجاعة أكثر لخط الهجوم، وبدا منقذ فريق براست جاهزا كأفضل ما يكون إذ استغل توزيعة من بن حتيرة وبلقطة فنية أضاف الهدف الرابع وكاد يسجل ثنائية في الدقيقة 71 لما تواجد وجها لوجه مع الحارس لكنه أهدر الفرحة. لاعب مونبيلييه جمال السائحي قدم مردودا متميزا وأبهر الجمهور بلوحات فنية رائعة تؤكد قيمة لاعب بطل فرنسا.
خطأ بدائي
في الدقيقة 77 ارتكب حارس المنتخب الرواندي خطأ بدائيا عندما لمس كرة عائدة من زميله بيده ليعلن الحكم عن مخالفة داخل 18 مترا استغلها جمال السائحي ليسجل الهدف الخامس.نتيجة عريضة لكنها لا يمكن أن تكون مقياسا لأن المنافس كان متواضع الامكانات ولم يهدد مرمى البلبولي أو القصراوي في الشوط الثاني إلا نادرا.
نقاط إيجابية
بقطع النظر عن تواضع المنافس والنتيجة الحاصلة فإن هناك نقاطا إيجابية كشفتها هذه المباراة على غرار معرفة القدرات الفنية لبعض اللاعبين على غرار المهاجم حمدي الحرباوي وأنيس بن حتيرة وكذلك جمال السائحي الذي لم يأخذ حظه في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة، لكن لا بدّ من معالجة بعض النقائص على غرار غياب التركيز في بعض الأحيان مما جعل المنتخب يمرّ بفترات فراغ وهي نقاط يجب معالجتها لأن غينيا الاستوائية أفضل في كل الحالات من رواندا.
تشكيلة المنتخب التونسي البلبولي (القصراوي) البوسعايدي الجمل البولعابي (تراوي) الغربي السائحي بن يحيى (جمعة) الهمامي خليفة الحرباوي (بن مسعود) العلاقي (بن حتيرة).