كن الموعد على الساعة الرابعة مساء، ضربته أنباء متواترة من هنا وهناك جاءت بالنقابيين مهرولين مولّين وجوههم ساحة محمد علي أمام مقر اتحاد الشغل انتظارا وترقّبا وأعينا شاخصة في عقارب الساعة وأعناقا مشرئبّة في محاولة لاكتشاف ما سيلفظه الطريق من سلفيين خاصة بعد التهديدات التي وصلت للاتحاد من هجوم سلفي على مقرهم في صفحات ال«فايس بوك». اشتدّت الظهيرة واشتدّ معها غضب النقابيين وجاءت الشعارات رنّانة ملأت أنحاء شارع محمد علي مردّدة «بالروح والدم نفديك يا اتحاد»، «سلفي يا جبان الاتحاد لا يُهان»، «شادين في اتحاد الشغالين».
لم تمتلئ ساحة محمد علي بالنقابيين والمؤيدين للاتحاد الشغيلة فقط بل بقوات الأمن التي انتشرت في كل مكان في البطحاء وأغلقت منافذه لإيقاف أي مدّ سلفي على المكان حيث صرّح النقيب عماد مماشة ل«الشروق» «تواجدنا هنا لحماية مقر الاتحاد من التهديدات التي وصلته عن طريق ال«فايس بوك»» ومن جهته أكد رئيس منطقة باب بحر أن التواجد الكثيف للأمن وضع لحماية المواطنين والاتحاد.
دخل الأمين العام حسين العباسي الى مقر الاتحاد التونسي للشغل وسط تصفيق النقابيين موزعا ابتسامته المعهودة محييا مؤيديه وتعالت الأصوات قائلة «بالروح والدم نفديك يا اتحاد» وعادت بعد ذلك الشعارات والهتافات تعلو المكان كما كانت هناك أيضا بعض المناوشات من الحاضرين في بطحاء محمد علي وبعض المارة وتم أيضا منع أحد المدوّنين التابعين للصفحات المهاجمة للاتحاد من التصوير وطرد من المكان.
أما أبطال هذه التهديدات أي السلفيون فقد غابوا عن الموعد تاركين تساؤلات عديدة عن سرّ هذا الغياب وخاصة أنهم اكدوا حضورهم اثر صلاة العصر وذلك من خلال صفحات ال«فايس بوك» و«تويتر» ولعل هذا ما جعل النقابيين يرددون بصوت واحد «يا سلفي يا جبان النقابي لا يهان» و«احذروا غضبنا واتقوا اتحادنا».