شهدنا خلال الأسبوع المنقضي عددا من الأحداث منها أول ملتقى حول مكافحة الفساد والرشوة إلى جانب استقالة أحد مستشاري رئيس الجمهورية كما شهدنا إلغاء للإضراب الذي كان مقررا ان تشهده ولاية الكاف وتنفيذ إضراب ولاية جندوبة كل هذه الأحداث يعلق عليها اليوم الأستاذ عماد الدائمي الوزير المكلف بالديوان الرئاسي. ملتقى من أين لك هذا؟
انطلقنا في رئاسة الجمهورية في عملية تطهير للمؤسسة من بعض العناصر التي ثبت تورطها في جرائم أو مخالفات مالية وغيرها وقد وجدت نفسي أمام حالة لموظف لديه أجر عادي غير مرتفع وبلغتني معلومات عن امتلاكه لأملاك هامة لا تتناسب مع أجره فأطلقت بحثا حول وضعيته ولما تمكنت من الحصول على معطيات تدينه فاتصلت بالمستشار القانوني وسألته هل يوجد في القانون التونسي آليات تطبق مبدإ من أين لك هذا؟ حتى نطبقها على الموظف المذكور ولكن تبين انه لا يوجد في تشريعاتنا ما يمكن الاستناد اليه لتطبيق هذا المبدإ المهم فدعوت بعد التشاور مع السيد رئيس الجمهورية إلى القيام بهذا الملتقى من اجل وضع آليات قانونية لتطبيق هذا المبدإ.
نحن نعتبر ان هذه الندوة كانت ناجحة وأثارت اهتمام وانتباه الساحة الوطنية وخرجت بخلاصات مهمة حول الأهمية القصوى لإيجاد هذه الآليات ونأمل ان يتم تقديم قانون الى المجلس الوطني التأسيسي قريبا لوضع تشريعات تحقق هذا المبدأ المهم للعدالة الانتقالية ومكافحة الإثراء غير المشروع عندما تغيب الدلائل والشهادات والوثائق المثبتة لهذه الجريمة.
لا شك ان المطالب التي رفعها أهالي جندوبة هي مطالب مشروعة وتعكس تطلعات اهالي الجهة الى الحصول على حقهم في التنمية وعلى حقهم في التمتع بالخدمات الاجتماعية الضرورية في مجال التعليم والصحة.
كان بودنا ان تنجح المفاوضات بين الحكومة واتحاد الشغل ولكن الحوار تعطل رغم تقديم الحكومة لحلول لجبر الأضرار الناجمة عن الفيضانات ولتخفيض سعر المياه للفلاحين ولتهيئة الطريق السيارة المطلوبة والمنطقة الصناعية التي يدعو المواطنون الى تهيئتها نامل ان تغلب لغة الحوار والتعاون مستقبلا وان يقوم الطرف النقابي بدوره المطلوب في تأطير أهالي الجهة في جو من التعاون والثقة مع الحكومة لأن توتير الاوضاع ليس من مصلحة أي طرف كان ولأن المنطقة وبلادنا اليوم في حاجة الى مناخ اجتماعي هادئ حتى نتمكن من تجاوز هذه المرحلة الانتقالية بأخف الأضرار وحتى تتمكن الحكومة من انجاز المشاريع المصادق عليها في الوقت المحدد تلبية لرغبة أهالي الجهة.
استبشرنا بالتوافق الذي حصل بين الحكومة واتحاد الشغل والذي أدى الى الغاء الاضراب الذي كان مقررا ليوم الاثنين الماضي بولاية الكاف وقد بينت المفاوضات التي حصلت انه عندما تتوفر النوايا الطيبة وعندما تتحلى الاطراف المعنية بالتفاوض بروح المرونة يتم تجاوز الاشكاليات وتقريب وجهات النظر لمصلحة البلاد عموما والجهة خصوصا وقد استبشرنا بإضافة مشروع سراورتان للفسفاط الى الميزانية المرصودة للولاية ونأمل ان يتم التعجيل بتنفيذ المشروع تلبية لرغبة أهالي الجهة ودعما لمساعي تنمية الجهة وتوفير مواطن الشغل فيها.
استقالة عبيد واعتذار منصر
شخصيا تأسفت جدا لاستقالة صديقي الأستاذ محمد شوقي عبيد الذي عرفت خلال الأسابيع الماضية قيمته الأكاديمية والأخلاقية ولكنني أحترم خياره واتفهم رغبته في استعادة حريته في الاهتمام بالشأن العام بعيدا عن قيود المسؤولية وضوابط التحفظ.
وأؤكد كمسؤول اول في الإدارة الرئاسية على انني سأكون صارما منتهى الصرامة في فرض احترام واجب التحفظ على كل العاملين في الديوان الرئاسي وأعول على تفهم كل المستشارين والملحقين لهذا الواجب لتجنب أي انفلاتات أو تصريحات غير مدروسة لا تعكس رأي رئيس الجمهورية في مختلف القضايا المطروحة على الساحة.
ومن جانب آخر أثمن روح المسؤولية العالية التي أبداها صديقي الأستاذ عدنان منصر باعتذاره عما اعتبره بنفسه «خطأ مهنيا» بنشره لمقال سياسي فلسفي لا ينسجم مع توجهات الرئاسة واعتبر ان القوس قد أغلق وان ما حصل في الفترة الماضية هو عبرة لنا جميعا حتى نطور الأداء الاستشاري للعاملين بالرئاسة وحتى نضع أسس ممارسة مهنية نموذجية في مؤسسة الرئاسة التي نحن بصدد إصلاحها وتأهيلها لمواكبة المرحلة الجديدة التي انبثقت عن ثورة الحرية والكرامة في بلادنا.
من هو عماد الدائمي؟ مولود في مدنين 20 جوان 1970 متزوج وله 3 ابناء تحصل على الماجستير في التنمية الاقتصادية الى جانب شهائد من باريس في المعلوماتية سجن في بداية التسعينات بسبب النشاط النقابي الطلابي هجر طيلة 19 سنة وتنقل بين موريتانيا والسنيغال قبل الوصول الى أوروبا عاد يوم 18 جانفي 2011 مع الدكتور منصف المرزوقي عضو مؤسس للمؤتمر ونائب أمينه العام حاليا وزير مدير الديوان الرئاسي