أصبح أمس محمد مرسي أول رئيس للجمهورية المصرية بعد ثورة 2011، وهو في الوقت ذاته أول رئيس مدني وأول رئيس اخواني للمحروسة فيما غمرت ميدان التحرير فرحة كبيرة بانتصار مرشح الاخوان في الاستحقاق الرئاسي. أعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أمس عن فوز مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في أول انتخابات رئاسية مصرية بعد الإطاحة بحسني مبارك في 11 فيفري 2011.
وقال المستشار فاروق سلطان ان مرسي فاز بنسبة 51,73% على منافسه آخر رئيس وزراء لمبارك احمد شفيق الذي حاز على 48,3 % من جملة الأصوات . وأكد سلطان في مؤتمر صحفي ان نسبة المشاركة بلغت 51,8% موضحا ان 26 مليونا و420 ألفا و763 ناخبا شاركوا في الانتخابات من اجمالي عدد الناخبين المقيدين البالغ عددهم 50 مليونا و958 الفا و794 ناخبا.
وحققت جماعة الاخوان المسلمين انجازا تاريخيا بفوز مرشحها بالرئاسة المصرية أمس واصبحت تواجه مهمة شاقة للمصالحة وجمع الشمل بعد حملة انتخابية اثارت استقطابا حادا في البلاد. فرحة في الميدان
وفور اعلان فوز مرسي انفجرت مظاهر الفرحة في ميدان التحرير حيث يتجمع الالاف من أنصار محمد مرسي منذ عدة أيام بانتظار اعلان النتيجة رسميا. وعمت ميدان التحرير فرحة غامرة بعد الاعلان عن فوز مرسي في الاستحقاق الرئاسي حيث بثت القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر مشاهد الفرحة الشديدة التي هزت الميدان .
وردد المعتصمون شعارات «يسقط يسقط حكم العسكر». وتعالت هتافات المتظاهرين وانهمرت دموع الفرح من أعين بعضهم وتعانقوا، فيما سجد البعض الآخر شكرا لله على أرض الميدان. وأعلن هذا الفوز وسط اصرار الحشود المصرية في الميادين على مواصلة اعتصامهم للتنديد بالانقلاب العسكري على الثورة والمطالبة بالغاء الاعلان الدستوري المكمل وقرار حل مجلس الشعب ، مؤكدة استمرارها في الاعتصام الى حين تلبية مطالب الشعب المصري بعودة الشرعية. العسكري يهنئ
وفور اعلان النتائج تقدم المجلس العسكري المصري الحاكم منذ 11 فيفري 2011 بالتهنئة لمحمد مرسي، حيث تمنى له كل من رئيس المجلس العسكري المشير حسين الطنطاوي والفريق سامي عنان النجاح في مهامه الرئاسية .
كما هنأ سياسيون مصريون وأمناء الأحزاب السياسية ووجوه المجتمع المدني المصري مرسي بتبوّئه كرسي الرئاسة. وفي سياق تشخيص أهم التحديات السياسية التي تنتظر محمد مرسي أوردت مصادر اعلامية وسياسية مصرية مطلعة أن عدة مهام أساسية وعاجلة منوطة بمرشح الاخوان أهمها جسر الهوة القائمة بين المصريين لا سيما أن نتائج الانتخابات أظهرت حدة الانقسام بين مرشح الاخوان والفريق أحمد شفيق .
وتابعت المصادر القول إن على مرسي أن يعمل على أساس التوافق الوطني بين الأطراف السياسية المصرية وان يبتعد عن الادلجة السياسية أو مصادرة الدولة لصالح الاخوان .
وشددت على ضرورة أن يطبق مرسي تعهداته التي قطعها الجمعة الفارط وهي اختيار رئيس وزراء وطني مستقل يقود حكومة انقاذ وطني من بين أعضائها وزير قبطي وامرأة وعدم تعيين نواب للرئيس من حزب الحرية والعدالة.
وعلى الطرف المقابل، خيّم على أنصار أحمد شفيق الذين اعتصموا في مدينة نصر – وقد كانوا بمئات الآلاف الحزن والغضب كمدا على فشل مرشحهم في نيل كرسي الرئاسة .
وأورد موقع اليوم السابع الاخباري أن أنصار أحمد شفيق قطعوا أحد الطرق الرئيسية في العاصمة القاهرة واشتبكوا مع مؤيدي المرشح الاخواني الأمر الذي حدا بالجيش المصري الى التدخل لفض الاشتباكات . مرسي يتعهد
وفي أول رد فعل رسمي، تعهد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي بأن يكون رئيسا خادما للشعب وأجيرا عنده. وقال مرسي في تدوينة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ووضعها الموقع الرسمي للحملة الانتخابية لمرسي على صدر الموقع «لن أخون الله فيكم، ولن أخون هذا الوطن».
وقدم مرسي التحية لقضاء مصر العادل ورجال الجيش والشرطة الذين حموا العملية الديمقراطية، وقال تحية اجلال و تقدير لقضاء مصر الشريف العادل كما عهدناه ولرجال الجيش والشرطة البواسل الذين حموا العملية الديمقراطية بكل شرف ومبروك لشعب مصر. ويعد مرسي أول رئيس مدني للجمهورية المصرية وأول رئيس من تيار الاخوان المسلمين الذي كان محظورا منذ عقود .