تجمهر العديد من الأشخاص أمام مخزن «مونوبري» بالمنزه السادس وذلك على اثر اندلاع حريق به تسبب في اتلاف جزء هام من محتوياته وكادت النيران ان تمتد الى الجزء العلوي لولا تدخل أعوان الاطفاء. منذ الساعات الأولى لصباح أمس وتحديدا حوالي الساعة السادسة صباحا استفاقت جهة المنزه السادس على أصوات الاستغاثة وطلب النجدة ووسط الظلمة والدخان الكثيف الذي عم أرجاء المكان تضافرت جهود أعوان الحماية المدنية التابعين لاقليم أريانة بالتعاون مع العديد من التعزيزات على غرار وحدات التدخل ووحدات المرور لحفظ النظام تحسبا لأية حالة طارئة.
صعوبات ركض من هنا ومن هناك... وشاحنات في جيئة وذهاب للتزود بالماء وصعوبة في اخماد النيران نظرا الى كثافة الدخان اذ تحول المخزن الى ظلام دامس كما عرقلت السلع الملتهبة عملية الاطفاء ولكن بعد مضي حوالي 3 ساعات تمكن أعوان الاطفاء من السيطرة على الوضع واخماد النيران رغم اصابة العديد منهم بحالة اختناق وسط ظلمة حالكة ولا وجود لمنافذ تهوئة.
ملابسات الحادثة
أسئلة محيرة واستفسار من بعض الحاضرين وأصحاب المحلات التجارية بالفضاء: من أضرم النار بالمكان؟!! ولماذا استهدف الرواق الذي توجد به المشروبات الكحولية؟!! وكيف تمت العملية؟!!
عزوز وهابي هو أحد العاملين بفضاء «مونوبري» لمحناه يرقب المكان من كل الجهات وبمحادثتنا له استنكر الواقعة وأفادنا أنه حوالي الساعة السادسة صباحا استأنف عمله بالفضاء بيد أنه فوجئ بانقطاع التيار الكهربائي، وعمت الظلمة المكان ليشتم رائحة الدخان، حينها تفطن الى وجود حريق على مستوى أحد الأروقة بالمخزن وبمعية بعض العمال حاول اخماد النيران بواسطة قوارير الاطفاء الا أن امتداد ألسنة اللهب حال دون ذلك فاتصلوا بأعوان الاطفاء وانسحبوا من المكان...
تطويق الحريق
وعن المعطيات الأولية لأسباب الحادثة أفادنا المقدم حمادي الايراتمي وهو المدير الجهوي للحماية المدنية بأريانة أن أسباب الحريق لا يمكن الحسم فيها ولا يمكن اتهام أي طرف. ورجّح أن يكون مردّ الحريق خللا كهربائيا.
خسائر مادية
أكد الرائد سليم الزّزري، رئيس مصلحة إقليمأريانة للأمن أن النيران أتت على جزء من المخزن وأتلفت كل البضائع والمعدّات الموجودة به، لكن تمكن أعوان الاطفاء من تطويق الحريق ومنعوا امتداده الى بقية أرجاء المخزن واستعملوا أجهزة استخراج الدخان وفتحوا ثغرات في بعض جدران الفضاء.
اتهامات
وفي الأثناء تدخل صاحب مغازة بالمقر وعرّج على تعرض بقية السلع الموجودة بالمخزن إلى الاتلاف بواسطة الدخان الكثيف رغم عدم امتداد ألسنة اللهب. ومن جهتهم عبر بعض أصحاب المغازات بالفضاء عن بالغ استيائهم وتذمرهم من الحادثة واعتبروها مدبّرة وبفعل فاعل وصرح أحدهم بالقول: «العملية استهدفت رواق المشروبات الكحولية».
حضر بهاء الدين البكاري والي أريانة على عين المكان وعاين الحريق من الداخل ومن الخارج وبيّن في تصريح ل«الشروق» أن تضافر جهود أعوان الأمن والاطفاء حال دون حصول الكارثة.
وأضاف أنه لا يمكن الحسم في أسباب الحريق وفق المعطيات الأولية أو الشكوك والتهم المتبادلة لأن الأبحاث هي الفيصل ووحدها الكفيلة بالبت في الموضوع وقد تعهد أعوان أمن أريانة بالأبحاث بالتنسيق مع أعوان الشرطة الفنية للكشف عن أسباب الحريق وخلفياته.