عادت من بولونيا مؤخرا بعثة من المسييرين عن شبكة الجمعيات المدنية والتنمية بتونس في اطار دورة تكوينية بهذا البلد لاستكشاف سبل الحوكمة الرشيدة وطرائق مساهمة المجتمع المدني في الانتقال الديمقراطي في إطار شفافية البناء الديمقراطي. «الشروق» التقت السيد بشير القابسي أحد المشاركين في هذه الدورة التكوينية وعن محتوى الدورة أكد أنها تتعلق بدور المجتمع المدني في الانتقال الديمقراطي ولم تقف عند هذا الحد بل كانت فرصة للوقوف على نماذج حية من المثال البولوني في الحوكمة الرشيدة ودور المجتمع المدني في ترسيخ قيم الديمقراطية والمواطنة وعلاقته بالسلطة من خلال شفافية التعامل والتعاون في الاصلاح حتى لا تسير الجمعيات المدنية على خطى المعارضة .
كما كانت نفس الزيارة فرصة تعرف من خلالها المشاركون على تاريخ وحضارة بولونيا من خلال زيارة للمعالم الأثرية والمتاحف.الرحلة لم تكن سياحية باعتبار أن العمل كان ينطلق مع الساعة الثامنة والنصف صباحا ويستمر الى حدود الساعة الثامنة مساء .وأثث التكوين خبراء بولونيون وناشطون بالمجتمع المدني البولوني.
كما أكد السيد بشير القابسي أن الزيارة أخذت في بعض محطاتها منحى سياسيا تبرز من خلاله العلاقات الطيبة بين تونسوبولونيا اذ أن استقبال الوفد التونسي كان حارا ومن طرف مستشارين لرئيس الحكومة البولونية بقصر الرئاسة .
كما أن وزير خارجية بولونيا هو رئيس الجمعية المستضيفة المنظمة لهذه الدورة وهذه الجمعية هي «جمعية التضامن البولوني. وقام المشاركون بزيارة عدة مؤسسات حكومية كالبرلمان البولوني والبلديات .
وكانت المحطة التكوينية فرصة لربط علاقات شراكة بين جمعيات تونسية وأخرى بولونية تفتح لتبادل مستمر للخبرات والزيارات كما أفرزت اتفاقيات أولية حول مشاريع مشتركة تهدف الى تأسيس وترسيخ قيم الديمقراطية وتوطيد العلاقات.
وفي خاتمة حديثه الينا أكد مبعوث ولاية باجة لهذه الدورة أن الرحلة كانت ناجحة وتدفع الى التفاؤل بمستقبل العمل الجمعياتي بتونس اذا التزم المنخرطون فيها بالعمل الجاد بعيدا عن التجاذبات الساسية والحزبية الضيقة والانصراف الكلي للعمل من أجل مصلحة تونس.