في عهد الدولة الحفصية أين حكم السلطان أبو فراس عبد العزيز بين (1394 1434) ظهر عالم دين جليل غني بعلم الحديث وهو أبو عبد اللّه محمد بن خليفة بن عمر الوشتاتي الأبي التونسي المالكي والمرجح ولادته بين ((745ه 1344م) و(747ه 1346م) أما وفاته فهي سنة (828ه 1425م) اشتهر بكتابه «الاكمال» حيث ذكر مؤلفه أنه ضمنه كتب شارحة الأربعة المازري وعياض والقرطبي والنووي مع زيادات مكملة وتنبيه ونقل كلمة عن شيخه ابن عرفة يقول فيها: ما يشقّ على فهم شيء كما يشقّ على كلام عياض في بعض المواضع من الاكمال. وتوجد مخطوطاته بالمكتبة الوطنية بتونس.وللإمام الأبي قدرة ودراية بجل العلوم الاسلامية ووسائلها وصف بعالم المعقول لأن طريقته في «الاكمال» تعرف بكثير من النظر العقلي في توضيح أفكاره وقد اشتهر ب«الأبي» نسبة الى موطنه «أبة» وهي بلدة كانت عامرة ومزدهرة في العهد الحفصي و«أبة» حاليا تقع على بعد كيلومترين من مدينة الدهماني التابعة إداريا لولاية الكاف.وما تؤكده الدراسات هو أن عبد اللّه تربّى في حضرة شيوخ علم أجلاء بحاضرة تونس بالمدرسة التوفيقية وشهد له الشيوخ الأساتذة بالفطنة والذكاء منذ الصغر حيث كان التلميذ المبجل بالمدرسة التوفيقية أنذاك وكان صاحب نكتة يضفي بها طرافة على الدرس ومجتهدا ومحبا لطلب العلم يتنقل بكل حيوية بين حلقات الدرس، منقبا تارة مناقشا وناقدا تارة أخرى حتى حاز إعجاب الشيوخ الأساتذة لا سيما شيخه ابن عرفة الذي شدّ إليه وشغف به فقال فيه قولته الشهيرة «كيف أنام وأنا بين أسدين الأبي بفهمه وعقله والبرزلي بحفظه ونقله».وقد لازم الأبي شيخه ابن عرفة وعكف على الدروس وقد توفرت له سكناه بمدرسة التوفيقية وربما توليه الاشراف على عمل بارز بإدارة المدرسة «النظارة» وفرت له أحسن الظروف لتنمية مواهبه ويسّرت له طلب العلوم والانتفاع بها على أحسن وجه لذلك لقب بالحافظ والمثقف والراوية والفقيه.عبد المجيد المهذبيالمراجع: مجلة دعوات الحق والمغربية العدد 401. ديوان الاسلام الجزء 1 لابن الغزي.