رغم معاصينا وأخطائنا فالله يمنحنا الوقت لنتوب ونعود إليه فيعفو عنّا ويقبلنا مهما كانت معصيتنا سيئة.. وقد أعدّ لنا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. أعدّ لنا الجنّة وأنزل إلينا المنهاج الكامل لأفضل حياة كريمة على وجه الأرض.. أخبرنا ما هي الطريق المستقيمة وكيف نسلكها لنحيا هانئين في دنيانا وسعيدين في آخرتنا.. ونحن لا زلنا نعصاه رغم تحذيره لنا بأن المعصية تولّد الحزن والهمّ وأن أي انحراف عن الطريق المستقيم الذي رسمه لنا والذي هو في مصلحتنا فهو انحراف نحو طريق الألم والحزن. وكأنّ الإنسان بيده سعادة نفسه ولكنّه هو من يوجع نفسه ويؤلمها.. يؤلم نفسه ويؤلم غيره. لو أدركنا من نعصي.. لما استصغرنا أي معصية فلا يجب أن ننظر ما هي المعصية.. بل يجب أن نرى من نعصي.. فنحن نعصي الله العظيم مالك السموات والأرض.. الذي بيده أمرنا كلّه.. فحياتنا بين يديه.. إن شاء عذبنا وإن شاء رحمنا.. القرار بيده وهو القاهر فوق عباده.. ورغم ذلك فهو صابر علينا... ورغم معاصينا فهو يرزقنا ليلاً نهارا.. كل ما نملك هو رزق منه.. عقلنا رزق منه.. تفكيرنا.. طعامنا شرابنا المنزل الذي يأوينا.. أحباؤنا وأصدقاؤنا.. هو من أوجدنا..روحنا من روحه.. يحبنا فيصبر علينا.. يرزقنا ويعطينا يدعونا للقائه في اليوم خمس مرات.. يريدنا قريبين منه.. يطلب منا أن نذكره دائماً ليسعدنا.. هو أحق من يجب أن نكون قريبين منه.. فنحن لا شيء من دونه.. مثال: لو أنّك أخطأت يوما في عملك فصاحب العمل يمكن أن يسامحك ويصبر على خطئك هذا ولكن إذا تكرّر مرتين أو أكثر فإنّه لا يحتمل ذلك ويطردك. كذلك يمكن للزوج أن يصبر على زوجته على أخطائها ولكنّه في الأخير يطلّقها ويقول إنّي صبرت عليها كثيرا...الله الصبور يطلب منا دائماً أن نصبر .. فالصبر كما قال بعض العلماء هو نصف الإيمان ونصفه الآخر الشكر.من كتاب «فسحة في أسماء الله الحسنى»