بعد أن امتعت جمهور الدندان بسهرة فنية راقية تحط فرقة نار المشاهب التونسية المغربية اليوم الرحال بمهرجان طبرقة الدولي في عرض تسعى الفرقة من خلاله الى العودة من الباب الكبير الى المهرجانات الدولية. أمس في الدندان قدمت فرقة «نار المشاهب» عرضا فنيا نال اعجاب الحضور حيث كان هذا العرض مزيجا من الفن المغربي الاصيل الذي عرفت به جيل جيلالة وناس الغيوان وبين الفن التونسي من خلال الكلمات وبعض الإيقاعات وهو ما أعطى لتوجه هذه الفرقة الفني خصوصية لم تتوفر لدى غيرها فالمزج بين الفنين المغربي والتونسي أعطى صورة جديدة فيها من الجمالية الشيء الكثير خاصة ان هذا المزج لم يكن متعسفا بل راعى خصوصية كل فن وزاوج بين المشترك بينهما.
استعادة الاشعاع
فرقة «نار المشاهب» نشطت في أوائل تسعينات القرن الماضي لكن استفحال قمع بن علي وتهميش الثقافة حكم على هذه الفرقة بالتغيب عن الساحة الثقافية ولم تعد الا مع الثورة التي فسحت المجال أمام الفن الجاد ليجد له موطئ قدم. ورغم حداثة عودتها ان صح التعبير الا انها أحيت أكثر من سهرة في عدة مهرجانات وتسعى الى ان تكون سهرتها اليوم في مهرجان طبرقة الدولي وسيلتها لاستعادة الاشعاع الضائع منها بعد سنوات التجاهل خاصة ان مهرجان طبرقة من اكبر المهرجانات التونسية ومنحه سهرة ضمن برنامجه ل«نار المشاهب» اعتراف بقيمة فنها وهو ما تسعى الى تأكيده في سهرة اليوم.