قرابة الخمسين لاعبا ولاعبة ممن كتبوا وكتبن مجد كرة اليد التونسية منذ السبعينات الى التسعينات كانوا على موعد ليلة الجمعة في سهرة رمضانية شيقة احتضنتها قاعة عبد الوهاب الشاهد بمقرين ببادرة من جمعية أصدقاء كرة اليد. استمتعنا في هذه المناسبة حقا بلقاء رموز هذه الرياضة الذين صفقنا لهم طويلا سواء كان ذلك بقصر المعرض الذي أصبح اليوم مدينة الثقافة او بقبة المنزه التي لنا معها ذكريات لا تمحى مع فوزي العبابطي وقفزاته الرشيقة والمنصف بسباس وتصدياته الرائعة وتوفيق بن سمير واستماتته الدائمة وحمادي وناس وفنياته الفريدة من نوعها وفوزي الساحلي وذكائه النادر ونجيب قلنزة ونجاعته الرهيبة حول المنطقة ولطفي المصلي وكريم الزغواني والحاج جهاد عزيّز «زعيم» الجمعية وغيرهم ممن ذكرونا ليلة الجمعة بأحسن فترات كرة اليد عندما كانت القبة تغص بالجماهير من الذين لا انتماء لهم يؤمونها للتمتع بفرجة مضمونة.
بنات كرة اليد
السهرة مكنتنا ايضا من الاستمتاع بما تبقى من فنيات هادية بلحسين وتسديداتها الساحقة ومن ذكاء فهيمة بن شريفة ونهلة بن ابراهيم وهناء القناوي وخديجة الطليبي ومفيدة القيزاني وهاجر العياري وغيرهن ممن صنعن تاريخ كرة اليد النسائية..
الأجواء كانت منعشة حقا بشهادة كل الحاضرين الذين توافدوا بأعداد غفيرة وساهموا كلهم في انجاح هذه السهرة التي وضعت تحت شعار «لمة الاحباب». هكذا نريد الأجواء في كرة اليد، أجواء حبّ وتضامن وسعي من اجل مصلحة هذه الرياضة وسعادة كل أعضاء عائلتها..
هكذا نريد أجواء الجامعة والمنتخب الذي كان ممثلا يوم الجمعة بنجم من نجومه الصاعدين وهو أسامة البوغانمي الذي كان سعيدا بما لقيه من حفاوة وتقدير لأدائه وبقية زملائه في لندن.
«لمة الأحباب» نريدها ان تتكرر لأنها دليل آخر على قدرة كرة اليد على لمّ الشمل وأداء الوظيفة الأساسية للرياضة بوصفها وسيلة للتحابب والتآخي.