«وصال» و«قطيعة», صفتان متناقضتان أسستا لعلاقة نائب المجلس التاسيسي الطاهر هميلة بحزب المؤتمر من اجل الجمهورية , اكبر نواب التاسيسي لم يعتزل حزبه رسميا لكن مراوحته بين «اصطفاف» حزبه والالتزام بما يطرحه من مواقف, وبين مقولاته التي قد تتناقض مع الموقف الموحد للترويكا ,وفضحه لما يدور في رحم المؤتمر جعلا من «فك الارتباط»خطوة محتملة في كل خلاف، خاصة بعد تصريحاته الاخيرة حول المدارك العقلية لرئيس الجمهورية والتي تسببت في تجميد عضويته في الحزب. «الشروق» اجرت الحوار التالي مع الطاهر هميلة لكشف النقاب عن بعض الالتباسات الحاصلة في ما يتعلق ببعض تصريحاته المثيرة للجدل وفي علاقته بحزبه.
ما هو تعليقك على قرار تجميد عضويتك من قبل المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية ؟
ان قرار تجميد عضويتي في حزب المؤتمر من اجل الجمهورية اتخذه المكتب السياسي للحزب في اجتماع عقد الاربعاء الماضي وكنت حاضرا فيه لكنني انسحبت بعد مناقشات ,و بعد مغادرتي قرر المكتب السياسي تجميد عضويتي ولم يتم اعلامي.
اخذوا القرار ولم يعلموني به بشكل رسمي وسمعت به في وسائل الاعلام..وهذا لا يجوز ,لكن بما انهم لم يقدموا لي أي اثر كتابي يفيد تجميد عضويتي لا اعتبر ان عضويتي مجمدة في الحزب, لان قرار التجميد لا يستند الى ما يجب من الناحية القانونية.
ومن قرروا تجميد عضويتي اناس تنقصهم الخبرة الادارية والتنظيمية وهذا احد اسباب خلافي معهم فهم يتصرفون وكانهم في جمعية حقوقية.
كيف بنيت تقييمك للمدارك العقلية لرئيس الجمهورية المرزوقي؟ هل بحكم علاقتك به في اطار الحزب ام اختصاصك في علم النفس التربوي؟
انا لم احكم على المدارك العقلية لرئيس الجمهورية بل قيّمت اداءه وتصرفاته واعتقد ان «الاداء غير سوي» وبحكم اختصاصي في علم النفس يُسمح لي بالتمييز بين السوي وغير السوي لكن درجة الخلل يقدرها الاطباء.
انا كنائب في المجلس الوطني التاسيسي وبحكم النظام الداخلي من حقي المطالبة ببيان صحي يدل على ان الرجل لم يتحمل المسؤولية كما يجب وهذا لا يتناسب مع «صورة تونس» فلا يجوز ان تظهر تونس كدولة من الدولة البدائية.
هناك اناس لا يقدرون الثقل التاريخي لتونس ,لكن باعتبار رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة وبيده قرار الحرب يجب عرضه على لجنة صحية لتقدير ما اذا كان في مستوى مواصلة أدائه او لا.
وسابقا تم عرض بورقيبة على لجنة تتكون من سبعة اطباء للتأكد من صحة مداركه العقلية الذين قدروا الخلل فيه وتم اعفاؤه من مهامه و«لا أظن ان منصف المرزوقي اقوى من الحبيب بورقيبة».
راج خبر في الفترة الاخيرة خبر مفاده انك تجمع توقيعات من نواب المجلس التاسيسي لعرض المرزوقي على طبيب نفسي ,ما صحة هذا الخبر؟
هذا الخبر غير صحيح ,نحن الان في عطلة وربما بعدها سأعرض الامر على المجلس، وان لم يستجب لهذا الطلب ساضطر للقيام بهذه المحاولة، ثم ساجمع بعض الاحداث واحللها تحليلا وفق علم النفس واقدمها الى المحكمة الادارية واتحصل على عريضة لعرض المرزوقي على طبيب نفسي. هذا حق من حقوقي وانا اديت اليمين لخدمة مصلحة تونس ولا احد يستطيع منعي من حقي.
بعد خروجك من حزب المؤتمر هل ستؤسس حزبا جديدا ؟ ام ستنضم الى حزب اخر ؟ ام ستعتزل الحياة السياسية ؟
ربما سأقوم بتاسيس حزب جديد او حركة سياسية تنظر الى المستقبل للخروج من البدائية السياسية, حركة لفتح المستقبل امام الشعب التونسي ,واذا ما لم اتمكن من ذلك ساخذ التقاعد واكتفي بكتابة مذكراتي
ما حقيقة الخبر القائل باستعدادك للانتماء الى حركة نداء تونس بقيادة الباجي قائد السبسي ؟
هذا الخبر لا اساس له من الصحة ,انا عندي موقف من حزب نداء تونس ,لكن الخصوم الذين عجزوا عن مواجهتي روجوا هذه الاخبار. هذه اساليب رخيصة للنيل مني , لكني اجيب من روجوا هذا الخبر باني «اعتبر نداء تونس حركة سلفية وتجمع جبهوي لمقاومة حركة النهضة», انا شخصيا احيانا اكون في خلاف مع اداء حركة النهضة لكن ليس لي مشكلة مع «الوجود الحزبي للنهضة». انا من حقي نقد حركة النهضة ,والحركة عندها حق الوجود. نداء تونس مجموعة من العناصر المتناثرة لا يجمع بينها شيء وهي موجّهة خصيصا لمجابهة حركة النهضة فقط.
حسب تقديرك متى سينتهي المجلس التاسيسي من المصادقة على الدستور ؟ واي اجل للانتخابات؟
اللجان التاسيسية انهت اعمالها وقدمت مسودات مشاريع الفصول الى الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة التي ستقوم بالصياغة ثم ستعرض مشروع الدستور على لجنة خبراء في القانون الدستوري لتراجع الالفاظ المستعملة والتعابير التي تم ادراجها في الفصول.
وفي تقديري اذا الامور ذهبت في سياق سيرها الطبيعي ودون مشادات ستكون الانتخابات في شهر جوان او شهر جويلية 2013..اما اذا حصلت بعض المشادات والخلافات فان الانتخابات ستكون اما في شهر اكتوبر او شهر نوفمبر 2013 او في شهر جانفي 2014..لانه يجب توفير الزمن المادي لانضاج الاشياء