هل يتأثر الائتلاف الحاكم بما صدر في كلمة الرئيس المؤسس لحزب المؤتمر منصف المرزوقي المنتقدة لسياسة الحزب الحاكم الذي شبهه بالنظام السابق أم يتم تطويق الأزمة للحفاظ على تماسك «الترويكا» التي هزتها أحداث سابقة ولم تشق وحدتها ؟ وبغض النظر عن تداعيات هذا التصريح على مستقبل الائتلاف الحاكم، فانه يتأكد يوما بعد آخر انه لا يقوم على أسس متينة ويفتقد إلى تنسيق مسبق وواضح عند اتخاذ القرارات لتفاوت في وزن الشركاء وبالتالي مساهمتهم في تسيير الدولة.
وإذا كان ما صرح به المرزوقي حول حركة النهضة مقبولا بين الشركاء ويمكن أن يندرج في خانة النقد الذاتي الهادف إلى الإصلاح والتطوير ودعم التحالف الثلاثي والوصول به إلى الانتخابات القادمة، فانه يصبح تنصلا من مسؤولية المشاركة في الحكم وإقرارا بأن حزبي المؤتمر والتكتل ليسا سوى ديكور مكمل للنهضة لصنع أغلبية، وسعيا إلى الانتصار إلى مقاربات المعارضة و جزء مهم من الرأي العام ، وهو ما فهم منه بداية حملة انتخابية سابقة لأوانها.
وإذا كان المرزوقي مخطئا بانتقاده طريقة الحكم أمام الرأي العام عوض عرضها في قاعة مغلقة مع شركائه، فان ردة فعل عديد وزراء النهضة بانسحابهم من الجلسة وما صرحوا به أمام وسائل الإعلام، وأيضا بعيدا عنها يؤكد أن عديد السياسيين يسقطون بسرعة في ردة الفعل الغاضبة والتلويح باتخاذ الإجراءات وإطلاق التهديدات والانتقادات المضادة ، وهي سلوكات لا تصنع رجال دولة ولا تساعد على الإصلاح بتغليب التعقل وترك باب الحوار مفتوحا ليكون آلية وأد الخلافات والاختلافات التي يمكن أن تحدث.