منطقيا يمكن اعتبار قرار الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم الصادر صبيحة أمس والقاضي بإبعاد النجم الساحلي من مسابقة الدورة 16 لرابطة الأبطال الافريقية صدمة حقيقية لعائلة فريق جوهرة الساحل وضربة موجعة للهيئة المديرة على وجه الخصوص. ما تجدر الإشارة إليه أنه اعتمادا على الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الجولة الرابعة لدور المجموعتين بين النجم الساحلي والترجي الرياضي والتي أوقفها الحكم في الدقيقة 69 نتيجة رشق الميدان بالمقذوقات ومحاولة اجتياحه من طرف بعض الأنصار واستنادا على الفصل 7 وتحديدا الفقرة السادسة من القوانين العامة قررت لجنة الانضباط هزم وابعاد النجم من دور المجموعتين في انتظار عقوبات أخرى ستصدر لاحقا.
وينص الفصل 7 وتحديدا الفقرة السادسة من القوانين العامة أنه في صورة قرر الحكم إيقاف المقابلة قبل نهاية وقتها الأصلي بسبب الاعتداء عى المنافس أو محاولة اجتياح الميدان فإن الفريق المحلي يعد منهزما بنتيجة (03) ومبعدا من الدورة مع الغاء جميع نتائجه السابقة في المجموعة الأولى ليشمل الترتيب الفرق الثلاثة المتبقية.
ذهول وحيرة
نزل القرار نزول الصاعقة على مسؤولي النجم الساحلي الذين لم يكونوا يتصوروا أن يكون قرار الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم بهذه القسوة قياسا بشواهد سابقة حيث كانت أحداث الفوضى أشد وأعنف من ذلك أننا حاولنا صبيحة أمس الاتصال بمسؤولي فريق جوهرة الساحل إلا أنهم كانوا تحت مفعول الصدمة ولم يفيدونا بشيء بخصوص الخطوات أو الإجراءات التي من الواجب القيام بها في مثل هذه الحالات.
سياسة المكيالين
مقارنة بالأحداث التي جدت الموسم الماضي في مباراتي الزمالك المصري والنادي الافريقي من جهة والنادي الافريقي والهلال السوداني فإن أحداث ملعب سوسة في لقاء النجم والترجي بعد أقل خطورة حيث لم يتم الاعتداء فيها لا على لاعبي ومسؤولي الترجي ولا على طاقم التحكيم إلا أن الكنفدرالية الافريقية التي تسامحت مع فريقي الزمالك المصري والنادي الافريقي أبدت قسوة غير مسبوقة مع ما جد في الملعب الأولمبي بسوسة ويمكن تفسير ذلك بأن النجم كان يتمتع ب سرسي».
مفعول الصدمة
في محاولة منا لمعرفة موقف هيئة النجم من قرار الابعاد الذي أصدرته لجنة القوانين والانضباط بالكنفدرالية اتصلنا بالكاتب العام للجمعية السيد رفيق بركة الذي أوضح لنا أنه لم يتلق تعليمات للقيام بكل ما تتطلبه إجراءات الاستئناف...من جهة أخرى اتصلنا بالناطق الرسمي للنجم الاستاذ زهير بن هنية فأفادنا أن الرؤية به غير واضحة أمام الهيئة للتحري وفق ما يتطلبه الظرف وان الجميع مصدومون من قسوة القرار.
تقارير «ملغمة»
في اتصال بالسيد عثمار جنيح عضو لجنة الانضباط بالكنفدرالية الافريقية لكرة القدم ولئن أبدى تحفظا شديدا بشأن الخوض في هذا الموضوع إلا أنه أكد أن جميع التقارير التي رفعها الحكم الإيفواري ومراقب اللقاء الجزائري ومندوب اللقاء البوركيني كانت كلها «ملغمة» وذكرت بالتفصيبل رمي المقذوفات والشماريخ والحجارة ومحاولة اجتياح الميدان من طرف الأحباء وهو ما أجبر الحكم على ايقاف اللقاء والقانون واضح في مثل هذه الأحداث.
هذه نتيجة فوضى الجمهور
مساء السبت قبل الماضي وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع أن يكون جمهور النجم اللاعب رقم 12 لتحقيق الفوز على الترجي إلا أن العكس هو الذي حدث حيث انطلقت التجاوزات قبل بداية المباراة لتلوح حالة من الاحتقان نتيجة الحملة التي شنتها بعض صفحات «الفايس بوك» ليقف الجميع عند أعمال مخجلة نغصت على الفريق سعيه لتحقيق نتيجة ايجابية قبل أن تؤدي الأحداث المؤسفة الى إيقاف المباراة وتكون نتيجة كل ذلك ابعاد النجم وحرمانه من مواصلة تصفيات المجموعة الأولى لرابطة الأبطال الافريقية في انتظار عقوبات أخرى.
نجاح المندسين
كل الذين أمكن الحديث اليهم بخصوص العقوبة المسلطة على النجم من طرف الكنفدرالية الافريقية سواء كانوا أعضاء هيئة مديرة أو مسؤولين ولاعبين سابقين أو أحباء مخلصين أكدوا على نجاح مساعي المندسين في صفوف جماهير النجم في تنفيذ مخططهم على الوجه الأكمل والمتمثل أساسا في اغراق المباراة ضد الترجي في الفوضى وبالتالي حمل الأمن أو طاقم التحكيم على ايقافها وهو ما تم فعلا ليدفع النجم ضريبة عدم خبرة مسؤوليه في التعامل مع مثل هذه التجاوزات.
وقائع لم تذكرها التقارير
لئن تحدثت التقارير التي وصلت على اللجنة المختصة في الكنفدرالية الافريقية عن مجمل الأحداث التي شهدتها مباراة النجم والترجي من بدايتها حتى اعلان الحكم عن إيقاف اللقاء فإن هذه التقارير تعمدت أن تتغافل عما قام به مدرب الترجي من اقتحام متعمد للميدان دون موجب تحت أنظار الحكم الرابع وهو عمل زاد في اشعال فتيل الأحداث كما تغافلت التقارير عن الوقفة الحازمة لمسؤولي النجم في حماية الفريق الضيف وطاقم التحكيم والمراقب والمنسق من أي مكروه وهي أشياء حدثت في الموسم الماضي في لقاء الزمالك والنادي الافريقي والنادي الافريقي والهلال السوداني إلا أن التقارير غفلت عنها لتكون التقارير تبعا لذلك «جلدية».
الدرس
عقوبة أبعاد النجم من تصفيات المجموعة الأولى للدورة 16 لرابطة الأبطال الافريقية على خلفية أحداث مؤسفة جاءت لتذكر عائلة النجم الساحلي بأحداث سنة 1961 لما قرار الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة حل جمعية النجم على خلفية أحداث عنف في مباراة ضد الترجي بملعب محمد معروف بسوسة...لكن في الموسم الموالي وبعد استخلاص العبرة من هذه الحادثة أحرز النجم على الثنائي بطولة وكأس والسؤال المطروح هو هل تعتبر رجالات النجم هذه المرة من عقوبة الابعاد التي أصدرتها الكنفدرالية وتنطلق من الآن في مراجعة اختياراتها ويهب الجميع بمن فيهم الفرقاء للوقوف الى جانب هيئة رضا شرف الدين من أجل الانطلاق في التأسيس والبناء بما من شأنه أن يساعد النجم على استعادة هيبته على جميع المستويات وأن غدا لناظره لقريب.