نظمت الكشافة التونسية من 24 أوت إلى 6 سبتمبر 2012 بغابة شط الزوارع من ولاية باجة مخيم التطوع لبرنامج كشافي العالم، بمشاركة 36 مشاركا و12 في هيئة الاشراف و8 قادة من الكشافة الايطالية. «الشروق» التقت السيد ظافر التميمي المكلف بالإعلام والاتصال بالكشافة التونسية والذي أكد لنا أن البلاد التونسية شهدت خلال الفترة الفارطة اندلاع حرائق في العديد من الغابات، وإن هذا العمل الإجرامي ليس الأول من نوعه بل سبق وأن تعرضت العديد من الغابات إلى حرائق لكن للأسف لم تتم إعادة تشجيرها.
إن حرائق الغابات تعد من الكوارث الطبيعية الخطيرة التي هددت حياة شعوب بأكملها و راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء, واضاف ان الكشاف الذي تعود الحياة بين أحضان الطبيعة محتميا بالغابات لاتقاء لهيب الشمس صيفا و تهاطل الأمطار شتاء، ونظرا لما توليه البرامج الكشفية من اهتمام بالغ بالبيئة و الطبيعة التي تعد موطن الكشاف ومنطقة نشاطه فإن ما يحدث من اعتداء على الطبيعة شيء لا يمكن السكوت عليه.
وكانت الكشافة التونسية قد نددت في بيانات صحفية سابقة بمثل هذه التصرفات اللامسؤولة ودعت كل الكشّافين الى مزيد المشاركة في توعية المواطنين بأهمية المحافظة على الثروات الغابيّة وذلك بالتعاون مع الإدارات الفرعيّة للغابات.
كما أعربت الكشافة عن استعدادها التام للمساهمة في حملات إعادة تشجير ما تم إتلافه حفاظا على المخزون البيئي للأجيال القادمة و انخرطت المنظمة الكشفية في برنامج عالمي تحت عنوان «كشافي العالم» الذي يهدف بالأساس إلى تشجيع مشاركة الشباب في تنمية المجتمع بشكل أقوى، وذلك بإعطائهم المهارات والفرص لمواجهة تحديات وصعوبات عالمنا اليوم، وهذا البرنامج يختص بإعداد الشباب لمفهوم المواطنة العالمية والتأكيد على ثلاث محاور أساسية تعتمد على الفهم الصحيح، واكتساب المهارات والمعرفة، للتمكن من العيش على كوكب صغير مثل الأرض. وهذه المحاور هي السلام والبيئة والتنمية ويهدف هذا البرنامج إلى تشجيع الشباب اليافعين على اكتساب المهارات والخبرات في مجال البيئة والتنمية المستدامة والسلام والمشاركة في ابتكار مشاريع تخدم المجتمعات المحلية وتحديد تلك المشاريع التى تعزز مشاركة الشباب في تنمية المجتمع والترويج لها وتشجيع الجمعيات الكشفيّة الوطنيّة لتوفير فرص تعليمية بشكل أكبر للشباب من أجل إعداد وتكوين مواطن صالح. ويهدف وسام كشافي العالم إلى مساعدة الشباب في تحقيق الأهداف التربوية التالية : القدرة على شرح التحديات التي يواجهها العالم و القدرة على التعايش والتفاعل مع اختلاف الثقافات و الشعور بالتضامن وروح المجتمع والقدرة على إيجاد وتحليل البيانات والاستقلالية وفن القيادة و القدرة على استخدام مهارات التفاوض، الوساطة، وطرق حل المشكلات والقدرة على تطوير وإدارة العمل الجماعي والقدرة على أخذ المبادرة وتنفيذ وإكمال مشروعات خلاقة لها تأثير اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي, خاصةً في مجالات البيئة والتنمية والسلام وانطلاقا من ايمانها القوي بضرورة المساهمة في إعادة التشجير قامت الكشافة التونسية بإعداد مشروع إعادة تشجير غابة شطا بمعتمدية نفزة من ولاية باجة.
وقد شهدت غابة الزوارع نشوب حريق ضخم خلال شهر جويلية 2002 و تواصل لمدة 5 أيام و امتد على مساحات كبرى من الأراضي الفلاحية و على عدد كبير من اشجار الصنوبر الثمري خاصة وبلغت المساحة المتضررة 20 هكتارا.
وتولت الكشافة التونسية إعداد مشروع ضخم و ذلك من خلال إعادة تأهيل وتشجير المساحة المتضررة من الحريق بغرس 4000 شجرة من الصنوبر الثمري و الصنوبر الحلبي والسرول.
هذا المشروع تطلب تمويلات ضخمة تم توفيرها بفضل مجهودات الكشافة التونسية من خلال برنامج رسل السلام الذي أطلقته كشافة المملكة العربية السعودية بالاشتراك مع المنظمة الكشفية العالمية. كما يساهم في البرنامج كل من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة وديوان تنمية الغابات و المراعي بالشمال الغربي و الادارة الجهوية للحماية المدنية وولاية باجة والجمعية التنموية البيئية بنفزة وجمعية أحباء الطيور والتنوع البيولوجي بباجة.
تمويل البرنامج ماليا وبمشاركة 50 كشافا من الكشافة التونسية بينما بقية التدخلات هي بمثابة توفير الدعم اللوجستي والمعدات وتأطير وتكوين المتساكنين المحليين لتعهد العمل بعد فترة الإنجاز.