مليار دولار هو المبلغ الذي تؤكد مصادر إعلامية جزائرية أنه قدم لنواكشوط مقابل رأس عبد الله السنوسي خازن اسرار معمر القذافي فيما دعت عائلة السنوسي إلى التكاثف لضمان محكمة عادلة . تضاربت الأنباء أمس، حول الكواليس التي ميزت ساعات تسليم الحكومة الموريتانية لمدير المخابرات الليبية الأسبق عبد الله السنوسي إلى السلطات الليبية الجديدة، واللحظات التي سبقت التسليم، كما أكدت مصادر عديدة أن الرئيس الموريتاني أبرم صفقة مالية مع ليبيا قبيل التسليم، بعد زيارة وزير الخارجية اللبناني لموريتانيا ولعائلة السنوسي.
وتأكدت هذه الأنباء بعدما ضم الوفد الذي استلم السنوسي من موريتانيا، وزير المالية حسن مختار حميدة بن زقلان، وكذا بعد تردد ورفض الرئيس الموريتاني منذ أشهر تسليم السنوسي لليبيا، مما فتحت المجال للكثير من الأسئلة حول هذه المؤشرات التي تؤكد أنه كانت هناك مفاوضات بين النظامين حول القيمة المالية التي يمكن أن تدفعها ليبيا للرئيس الموريتاني، وأن موريتانيا التي ترددت كثيرا في تسليمه حصلت عليها، قبل تسليمه، كما نقلت وسائل إعلام موريتانية عن مصدر مطلع «إن تسليم السنوسي في هذا الظرف يأتي تطبيقا لصفقة أبرمت على عجل بين النظامين الليبي والموريتاني»، وأضاف أن الصفقة لم تتكشف تفاصيلها بعد، وذكرت مصادر إعلامية عما قيمته مليار دولار، تسلمها الرئيس الموريتاني مقابل تسليمه للسنوسي، إلا أن المراقبين يرون أن دخول لبنان على الخط بمحاولة تتبع مصير موسى الصدر ربما يكون هو الذي حمل الليبيين على التسريع بالاستجابة للشروط التي كان اشترطها الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز مقابل تسليم السنوسي، وخصوصا أن الوفد الليبي الخاص جاء على عجل، بعد مغادرة وزير الخارجية اللبناني لنواكشوط الذي حاول أن يلتقي السنوسي لبحث ملف الزعيم الشيعي المختفي الإمام موسى الصدر.
وكشف وزير المالية الليبي حسن زقلام، أن رئيس الإستخبارات في عهد النظام السابق عبدالله السنوسي، بصحّة ممتازة، مشيراً إلى أنه رفض في البداية الصعود إلى الطائرة في موريتانيا وجُرّ إليها جرّاً، وأنه رفض تناول أي شيء، ونقل عن السنوسي قوله «أنا عبد الله السنوسي لا يمكنكم وضع الأغلال في يدي».
وفي تعليقه على أمر الصفقة، قال رئيس حزب تواصل الموريتاني الدكتور محمد جميل منصور في اتصال هاتفي بالشروق، إن الموريتانيين لا يستبعدون من النظام الحالي الذي يقوده ولد عبد العزيز أن يبرم صفقة لبيع السنوسي، مضيفا أن الموريتانيين لا يتعاطفون مع أحد المجرمين الذين ساهموا في قتل الأشقاء الليبيين، لكنهم يأسفون لما يقوم به النظام الموريتاني من إبرام الصفقات على حساب حقوق الإنسان التي لا يعمل بها أبدا. وأضاف أنه صحيح لم نتأكد بعد من إمكانية إبرام تلك الصفقة، «غير أننا لا نستبعد شيئا حول الموضوع والرئيس عوّدنا على هذا النوع من القضايا»، مشيرا إلى أن المؤشرات التي تؤكد إبرام هذه الصفقة كثرت، نحن حساسون من هذا الموضوع»،
متسائلا «لما رفض الرئيس الموريتاني سابقا تسليم السنوسي وسلمه اليوم»، ودعا جميل السلطات الليبية الجديدة أن تكون جديرة بالمسؤولية التي ألقيت على عاتقها، وأن تحترم حقوق الإنسان وضمان محاكمة عادلة لكل الليبيين.
وفي سياق متصل دعت العنود السنوسي ابنة عبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبي السابق في عهد القذافي، إلى التكاتف من أجل ضمان محاكمة عادلة لوالدها، وقالت إنه شخص عادي، ومن المستحيل أن يقوم بكل تلك الجرائم المنسوبة إليه.