الغطاء النباتي بجهة جندوبة وعلى تنوعه يبقى استغلاله مطمح الجميع لتتحقق عديد الأهداف بدءا بإحداث مواطن شغل جديدة وصولا إلى تنويع الإنتاج النباتي وإدماجه ضمن منظومة الأدوية النباتية. انطلقت منذ سنوات تجربة رائدة في استغلال الثروة الطبيعية بالجهة تحت إشراف الصندوق العالمي للطبيعة والجمعيات الجهوية والمحلية لحماية الطبيعة والبيئة من خلال معاضدة مجهود المؤسسات في مشاريع الإستغلال البيولوجي للطبيعة والإحاطة الفنية بالصناعيين في المجال البيئي والتعاون والتنسيق مع الجمعيات العاملة في مجال البيئة والتنمية المستدامة وقد أثمر هذا التعاون والتدخل إحداث ورشات عمل مكنت من غزو الأسواق المحلية وحتى الخارجية بالزيوت النباتية على غرار زيت القضوم وزيت الريحان إضافة إلى الصابون الطبيعي والذي عرف إنتاجه تطورا من حيث الكم والكيف بعد أن أكدت التحاليل البيولوجية جدوى وصحية هذا الصابون وتعد تجربتي الفايجة غار الدماء وسيدي سعيد فرنانة تجرية ناجحة.
إذا كانت تجربة تقطير الزيوت النباتية والصابون تجربة رائدة عرفت تطورا نسبيا فإن عملية استغلال الغطاء النباتي فيما يتعلق بالخفاف والتحف الخشبية مازال دون المستوى المطلوب بل شهد تراجعا مقارنة مع السنوات الماضية رغم أنه من ميزات الجهة وقادر على تشغيل نسبة كبيرة من اليد العاملة ويبقى المشكل الرئيسي الذي يقف بالمرصاد هو قلة الترويج المرتبط مع السياحة الموسمية وعزوف الحرفيين عن هكذا النشاط لارتفاع كلفة اقتناء آلات الإنتاج وغياب الدعم وقلة التكوين.