مرة أخرى يصيبنا منتخبنا الوطني بصدمة بعد الأداء المهزوز مساء أول أمس السبت أمام سيراليون. صدمة لن نستفيق منها بما أنها رسخت في أذهاننا مقولة «المشاركة من أجل المشاركة». ما حصل في ملعب مصطفى بن جنات في المنستير لا يجب ان ينهيه مجرد العبور الى نهائيات كأس افريقيا لأننا تعوّدنا الترشح لكننا نخشى ان نتعوّد العبور بمثل تلك الطريقة المخجلة.
أفراحكم... ليست أفراحنا
ككل التونسيين ارتفع لنا ضغط الدم وانخفض مستوى السكر الى حد الحالات الحرجة ونحن نعيش اللحظات الأخيرة من مباراة منتخبنا ونظيره السيراليوني بعد ان ترشحنا بمستوى ضعيف جدا، كنا ننتظر الكثير من هذه المباراة ولكن نحمد ا& ان الحظ وقف الى جانبنا في مباراة الذهاب وسجلنا هدف التعادل في الدقائق الاخيرة والا لكانت الكارثة. وما زاد استياءنا تلك الفرحة التي عبّر عنها أغلب عناصرنا الدولية بذلك «الانجاز الرائع» وكأنه انجاز فريد زمانه.. أبتلك العقلية وذلك المدرب نطمح الى لعب الأدوار الاولى في النهائيات؟ لا أظن ذلك جائزا رغم أننا نأمل ان تتحسن الأمور في قادم الأيام. فالمنتخب الذي فرّط في نهائيات العام الحالي في الغابون ولم يستغل غياب الكبار لا نخاله قادرا بذلك الأداء على مقارعة الكبار العائدين على غرار المغرب الذي أقنع مساء السبت أداء ونتيجة رغم تأخره في الذهاب بهدفين نظيفين ونيجيريا التي ضربت بسداسية كاملة وغيرهما من المنتخبات مازالت في انتظارنا.
أسأل السيد سامي الطرابلسي ماذا لو كانت وضعيته قبل مباراة السبت الماضي مثل وضعية المغرب؟ هل ننتظر من أخينا الحكم الموريتاني ليقصي ثلاثة لاعبين حتى نصل الى شباك المنافس؟!
لم تخطئ «سي وديع» : كنا على موعد مع التاريخ
«المهم أننا كنا على موعد مع التاريخ» قالها المسؤول الاول على المنتخب وديع الجريء رئيس جامعة كرة القدم معلّقا على الترشح الى نهائيات كأس أمم افريقيا وكأننا ولدنا كرويا البارحة ومازلنا نبحث عن مكان تحت شمس افريقيا. عن اي تاريخ يتحدث الجريء، ألم يتذكر أن فترة تواجده في الجامعة سواء كعضو أو رئيس، ترشحنا بهدايا من السماء، فخلال «كان 2012» أسعفتنا التشاد وفي «كان» 2013 استجاب ا& الى دعائنا ولم يفسد فرحتنا المنغّصة بالألم ونحن نشاهد ذلك المردود الهزيل أمام أنظار مدرب لم يحرّك ساكنا تجاه ما يجري أمامه من وقائع. المنتخب الوطني وصل النهائيات 11 مرة متتالية فكيف للتاريخ ان يسجل بأحرف من ذهب عبورنا بتعادل سلبي مع منتخب غائب عن النهائيات منذ 17 عاما بالتمام والكمال، ربما أخطأنا اذا اعتبرنا ان طموحات جامعتنا هي المشاركة مع جملة المشاركين في جنوب افريقيا، أما طموح الفوز باللقب فهو للآخرين حتى وإن كانوا مغمورين.
أين أنتم من مهزلة التربص
كان واضحا أن تحضيرات المنتخب الوطني الى هذه المباراة سادها التوتر وغياب التركيز بعد حادثة اللاعب يوسف المساكني ساعات قبل مواجهة سيراليون. لن ندافع عن خطإ اللاعب لأن الجميع أخطأ وكان بالإمكان تطويق الازمة قبل استفحالها لو تواجد المسؤولون عن الجامعة رفقة المنتخب في التربص، ولكن المكان لم يكن يشجع أحدا على التواجد هناك في المنستير لأنه لو كان التربص خارج الحدود لتهافت الجميع على مرافقة الوفد مثلما حصل في السابق.
ودّ بلا رهان
بعد رسميات غاب فيها الأداء ولعب فيها المنتخب بلا تخطيط ولا تكتيك واضح يسافر أصحاب الانجاز الى الإمارات لملاقاة منتخب مصر وديا ولا ندري اي فائدة من هذه المقابلة التي تأتي بعد ساعات من انهاء الالتزامات الرسمية وفي غياب لاعبي الترجي؟ قالوا انها فرصة لاختبار الجدد وكأننا بصدد تكوين منتخب جديد والحال ان المغرب بمدربه الجديد زج بالجدد في الرسميات فحققوا أحلى الانجازات. وفي انتظار مباراة مصر ها نحن ننتظر بأي روح سينزل اللاعبون. هل يثأرون لمردودهم المحتشم ضد سيراليون أم يؤدون واجبهم ويعودون فرحين مسرورين بعد ان اطمأنوا على مكانهم في جنوب افريقيا.