سيتم الشروع خلال الايام القادمة في تنفيذ قسط تكميلي, لمشروع التنمية الفلاحية والرعوية بمنطقة الظاهر بدوز، بتكلفة جملية تقدر بنحو 3.9 م.د، وهو ما سيساهم في مزيد تنميةالمراعي الشاسعة لهذه المنطقة الممتدة على مساحة 463 ألف هكتار. ويندرج هذا الانجاز ضمن برنامج التنمية الزراعية والرعوية وتشجيع المبادرات المحلية، الذي انجز قسطه الاول في اطار التعاون بين تونس والصندوق الدولي للتنمية الزراعية «الفيدا» بكلفة بلغت 11 م.د .
وستمكن الاشغال التي ستنطلق قريبا في نطاق هذا المشروع بالخصوص من ايصال التيار الكهربائي إلى نقطة المياه بمنطقة «غيزن» الفلاحية في عمق الصحراء على بعد 40 كلم شرق مدينة دوز بتمويلات تفوق 1.6 م.د .
كما سيتم تجهيز مخبر انتاج البذور الرعوية المحلية بمدينة دوز الذي انتهت اشغال انجازه بكلفة 800 ألف دينار، وهومؤسسة بحثية تعد الاولى من نوعها في شمال افريقيا التي تعنى بالنباتات الرعوية، وذلك علاوة على دعم التدخلات المنجزة في مجال تهيئة وتجهيز المنشأت المائية واعادة احياء المراعي بالمناطق الصحراوية.
ويعتمد المشروع تمشيا تشاركيا يرتكز على مخطط تنموي محلي، تقع صياغته مع متساكني المنطقة والمنتفعين به من الفلاحين إلى جانب عقود تنموية سنوية مع مجمع تنمية مراعي الظاهر في اطار منهجية تعاقدية.
«الشروق» التقت السيد عبد الله البدوي رئيس هذا المجمع فكان معه الحوار التالي :
ماذا عن اهمية مشروع التنمية الزراعية والرعوية وانعكاساته الاقتصادية والاجتماعية؟
هذا المشروع يكتسي اهمية بالغة في دعم التنمية المستدامة بالمناطق الصحراوية، ووضع وسائل النهوض بالتصرف التشاركي للمراعي والموارد المائية بمنطقة دوز، إلى جانب ادماج تربية الماشية وتثمين المنتوجات الفلاحية، وسيفتح افاقا شاسعة امام الفلاحين بفضل ما تضمنه من اشغال تهيئة مندمجة وانجاز غراسات علفية ومراكز خدمات لحماية المربين والمحافظة على الثروة الحيوانية، لذلك فان مكاسب اقتصادية واجتماعية عديدة ستتحقق بانجاز هذا المشروع، سيعم فضلها وخيرها كافة مناطق الجنوب الشرقي نظرا لما تزخر به من امكانات طبيعية ومخزون ثري من الموارد العلفية القابلة لمزيد الاستغلال والتوظيف.
ماذا عن نتائج القسط الاول من المشروع؟
هذا القسط حقق نتائج ايجابية على مستوى تطور النباتات الرعوية وحماية الاراضي من التصحر، وتقريب الخدمات المتعلقة بتنمية المراعي وتربية الماشية من المربين، حيث شهدت المنطقة استزراع المراعي بالنباتات الرعوية وتهيئة عدد من الصهاريج الارضية والمشارب، إلى جانب تجهيز نقاط المياه في الصحراء للطاقة الشمسية واعادة تهيئة وصيانة الفساقي، وإحداث مراكز خدمات لفائدة الفلاحين، كما تم في نطاق المشروع تعبيد طريق دوز - قصر غيلان على طول 75 كم بكلفة فاقت 4 م.د، وبناء مخبر لإنتاج البذور الرعوية المحلية.
ما هي انتظارات الفلاحين من المشروع وتطلعاتهم؟
لقد ظل هذا المشروع حلما يراود مختلف الاجيال في مدينة دوز، نأمل ان تحوله الثورة إلى واقع معيش، نظرا لما سيحققه من تنمية شاملة لكل الفئات.ولئن ظلت في السابق الافاق محدودة أمام أبناء هذه الربوع نتيجة النموالديموغرافي وانسداد ابواب التشغيل لغياب مشاريع مماثلة للاستثمار الفلاحي بامكانيات مادية وبشرية كبيرة, فان هذا المشروع يأتي في الابان، ويؤذن بفاتحة أمل في الاستقرار بأرض الآباء والأجداد، وإحداث المزيد من مواطن الشغل.
نحن الآن نتطلع إلى تعزيز هذا المشروع، وادخال قسطه الثاني الذي رصدت لفائدته تمويلات تقدر بنحو22 م.د حيز التنفيذ، اذ نأمل ان يستجيب هذا القسط الذي انطلقت الدراسات الفنية لمختلف مكوناته، لانتظارات الفلاحين المتعلقة بالخصوص بتوسعة منطقة تدخل المشروع، لتشمل دوز الجنوبية خاصة على مستوى تهيئة وتجهيز نقاط المياه بالطاقة الشمسية، واحداث منطقتين سقويتين بكل من «وادي الحلوف» و«الطينية»، فضلا عن تهيئة وتعبيد طريق بئر السلطان بني خداش ودوز جبيل، وتقوية قدرات المجمع التنموي بالظاهر .