إثر وقفة احتجاجية نظمها المكتب الجهوي للمنظمة الوطنية للمحرومين من حق الشغل فرع منوبة وشاركت فيها مجموعة من العاطلين عن العمل من أصحاب الشهائد العليا ومن مختلف الفئات والشرائح العمرية انتظم لقاء بمقر الولاية اشرف عليه السيد منصف العمراني والي الجهة بحضور اعوان الامن والجيش الوطنيين. وقد استعرض المحتجون حالة بحالة مشاغلهم في جلسة مطولة معتبرين الشغل من أوكد الاوليات التي يجب ان تتوفر لهم في ظل المعاناة الاجتماعية التي يتخبطون فيها وظروف الفقر والعوز وطالبوا بإيجاد حلول جذرية عاجلة لتفشي مشكلة البطالة بالجهة التي تشمل أكثر من 19 ألف عاطل عن العمل منهم 6 آلاف حامل شهادة عليا مسجلين بمكاتب التشغيل مع استحثاث المشاريع التي تجري بالجهة والتي من شأنها حل المشكل وتذليل الصعوبات مع إعطاء الأولوية في الانتداب بها الى أبناء الجهة دون سواهم. وعبر الحاضرون عن حالة التهميش التي يعانيها عدد من الاحياء الشعبية بالجهة وحرمان ابنائها من فرص الشغل بالمؤسسات الاقتصادية مع استغلالهم فيها بأجر ضعيف وغياب التغطية الاجتماعية مطالبين في هذا الاطار بضرورة فتح مناظرات محلية لتشغيل اصناف العملة بالجهة معتبرين ان مواطن الشغل الجديدة وخاصة في ظل الازمة التي تخبطت فيها بعض المؤسسات الاقتصادية والتي انتهت بتسريح عمال لم تغط الطلب الاضافي ولم تنته بامتصاص جانب من مخزون البطالة بالجهة. كما استعرض بعضهم من الراغبين في الانتصاب الخاص جملة المشاغل والمشاكل التي واجهوها وحالت دون تحقيقهم حلمهم مثل صعوبة توفير مبلغ التمويل الذاتى وتوفير المال المتداول اذ يشترط توفير ضامن كفيل الى جانب صعوبة ايجاد شريك من المؤسسات البنكية وشركات الاستثمار وبطء الاجراءات المتعلقة بالحصول على تراخيص بدء النشاط او توسعته وغياب التنسيق مختلف الاطراف المنظمة لهذه العملية ونادوا فيها بلفتة الى أحياء الجهة الشعبية وإنقاذ أبنائها من المجازين ومن مختلف الشرائح من شبح البطالة الذي انتهى بالعديد منهم في أحضان ظاهرة الانحراف والهجرة غير الشرعية. وقد أبدى والي الجهة تفهمه لمشاغلهم التي اعتبرها ليست بمنأى عن الوضع العام بالبلاد وهي تتطلب مزيد الجهد لتقييم أسبابها والبدائل الجدّية والإستراتيجية لحلها مستعرضا آفاق التشغيل بالجهة والمتمثلة في جملة المشاريع التي يجري إنجازها على غرار الفضاء الصناعي والتكنولوجي بالفجة والمنطقة الصناعية سيدي علي الحطاب وتوسعة المنطقة الصناعية بالجديدة والتي ستمكن من استقطاب المستثمرين وتدعيم إمكانيات التشغيل بالجهة. وأكد في نفس الاطار انه بقدر ما اتجهت الجهود بعد الثورة الى تشغيل العاطلين عن العمل فقد انصب الاهتمام صلب الجهة والأطراف المعنية من نقابات وتفقدية الشغل والشؤون الاجتماعية الى الحفاظ على مصدر رزق الالاف وخاصة بالمصانع وذلك عبر جلسات صلحية مستمرة وبشكل يكاد يكون يوميا وتنقلات ميدانية لفض الاعتصامات هنا وهناك.