يبدو أن الأممالمتحدة تدرس بجدية كبيرة تشكيل قوة حفظ سلام وإرسالها إلى سوريا قصد تفعيل هدنة العيد التي اقترحها المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي فيما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد عفوا تشريعيا عاما عن الجرائم التي ارتكبت قبل يوم أمس. ذكر ارفي لادسوس، مساعد أمين عام الأممالمتحدة لعمليات حفظ السلام الليلة قبل الماضية ان الاممالمتحدة تعتزم تشكيل قوة حفظ سلام لسوريا اذا تم تفعيل وقف اطلاق النار المقترح في سوريا التي مزقها الصراع والتي تعاني من ازمة سياسية منذ مارس 2011.
التوصل إلى حل سياسي
وقال لادسوس فى مؤتمر صحفي «اؤكد اننا، بالطبع، نفكر كثيرا فيما قد يحدث في حالة التوصل الى حل سياسي أو على الأقل وقف اطلاق النار». وأشار الى ان قوة حفظ السلام احدى الخطط المتنوعة المحتملة لإنهاء الأزمة السورية الممتدة منذ 19 شهرا.
بيد انه من المبكر جدا فى هذه المرحلة تحديد عدد الافراد اذا قررت الأممالمتحدة ارسال قوات حفظ سلام لسوريا مضيفا «هناك عدد من الافتراضات، ولكنني اعتقد في هذه المرحلة، ان المرء يمكنه القول إنه من السابق لأوانه تحديد عدد القوات لأن ذلك سيعتمد على الوضع وعلى المهام.»
وسيحتاج نشر قوة حفظ سلام في سوريا الى قرار إجماعي من جانب الأعضاء ال15 في مجلس الأمن الدولي الذى، بموجب ميثاق الأممالمتحدة، يتولى المسؤولية الرئيسية للحفاظ على السلام والأمن الدوليين.
أمل سوري
في هذه الأثناء أعربت دمشق امس عن املها في التوصل سريعا الى حل بشأن وقف لاطلاق النار خلال عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة القادم ، في ختام زيارة استمرت 5 ايام للموفد الدولي «الأخضر الابراهيمي» التي وصفتها سوريا بالناجحة.
وقال نائب وزير الخارجية السوري «فيصل المقداد» خلال زيارته «الابراهيمي» مودعا إياه في الفندق: «يجب التوصل الى وقف إطلاق نار وتسوية سياسية في سوريا بشكل سريع» معتبرا ان الزيارة كانت «موفقة جدا وناجحة» وأضاف «المقداد»: «كلانا يسعى الى تحقيق الهدوء والأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة والعالم، لذلك يبذل السيد الابراهيمي هذا الجهد بالتعاون مع الاطراف المعنية لوقف العنف والارهاب، ونحن دائما متفائلون».
وفي دمشق أيضا , أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما تشريعيا يحمل الرقم 71 والقاضي بمنح عفو عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 23-10-2012. وفي سياق متصل بالأزمة السورية , وصل نائب رئيس هيئة الأركان الأمريكي جيمس وينفيلد إلى أنقرة صباح أمس في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقا.
وذكرت فضائية «إن تي في» التركية، أن المسؤول الأمريكي سيجري مباحثات مع كبار مسؤولي رئاسة الأركان التركية حول مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية الفورية.
وتأتي زيارة المسؤول العسكري الأمريكي في وقت تعيش فيه الحدود التركية السورية توترا أمنيا حادا على خلفية المناوشات العسكرية بين الطرفين والاتهامات المتبادلة بانتهاك الحدود والتدخل في الشؤون الداخلية.