لئن اختارت أيام قرطاج السينمائية من خلال دورتها الرابعة والعشرين التي افتتحت مساء أمس الأول العودة الي مكانها الطبيعي قاعة الكوليزي، فإنها في ذات الوقت سعت الى القطع مع اختيارات كانت محافظة عليها على امتداد مختلف دوراتها السابقة. والمقصود هنا البروتوكولات الرسمية التي حلّت محلّها التلقائية والعفوية، لكن مثل هذا الأمر ولّد فوضى كبيرة في غياب للتنظيم رغم الجهود المبذولة هنا وهناك.. فقد تداخلت الأمور بين التنشيط أمام القاعة والتدافع لأجل الحصول على مقعد داخل القاعة.
زيّن السجاد الأحمر مدارج الكوليزي ونشطت الدّمى المتحرّكة وانطلقت الأهازيج والإيقاعات الافريقية الفلكلورية لتضفي جوّا من الفرح والتفاؤل لم ينغصه سوى هذا الافراط في التدافع.
داخل القاعة هدأ الحال ليبدأ الحفل بالنشيد الرسمي «حماة الحمى» بموسيقى أوبيرالية تجاوب معها الجمهور الحاضر الذي وقف إجلالا رغم ما بدأ على البعض من امتعاض على اعتبار أنه لا يجوز عزف وتقديم النشيد الرسمي بهذه الكيفية.
السيد محمد المديوني مدير أيام قرطاج السينمائية حيّا في كلمته الافتتاحية جمهور وضيوف الدورة الرابعة والعشرين للأيام بعد أن وقف الحضور وبطلب منه الوقوف دقيقة صمت ترحما على ضحايا العدوان الاسرائيلي الغاشم في غزّة وتوقف مدير الأيام عند المحطات التي ستؤثث هذه الدورة مستعرضا الأقسام من مسابقات وعروض وندوات فكرية ليخلص الى التأكيد على أن أيام قرطاج السينمائية من خلال دورتها الأولى بعد الثورة تعمل بجدية على كسب رهان الصورة البديلة بخصوصياتها العربية والافريقية.
راب وإيقاعات إفريقية
تخلّلت سهرة الافتتاح محطات موسيقية متنوعة جمعت القصيد الصوفي (مهدي الحضيري) والراب والإيقاعات الافريقية بخصوصياتها المتميزة من السينغال ومالي.. إيقاعات وأغنيات كشفت عن زخم إبداعي فلكلوري تزخر به القارة السمراء بآلاتها الإيقاعية وأغانيها الفلكلورية ورقصاتها التعبيرية التي تروي حضارة إفريقيا وخصوصياتها الثقافية والفنية.. لوحات فرجوية متنوعة أضفت جوا من المرح على الحضور وأبرزت طاقات إفريقية شابة بما فيها من طموح وحماس وتوق الى الأفضل.
لجان التحكيم والمسابقات الثلاث
وشهد حفل الافتتاح في الجزء الأول منه الذي تواصل على طوال ما يناهز ال90 دقيقة تقديم أعضاء لجان التحكيم للمسابقات الرئيسية الثلاث: مسابقة الأفلام الطويلة ومسابقة الأفلام الوثائقية ومسابقة الأفلام القصيرة مع استعراض تعريفي مصوّر لكل الأفلام المشاركة في مختلف المسابقات الرئيسية التي انطلقت رسميا منذ أمس وقد تمّ تخصيص قاعة الكوليزي لمسابقة الأفلام الطويلة.