أكثر من 3 آلاف متفرج حضروا الليلة قبل البارحة 2012، عرض فيلم «مانموتش» للمخرج نوري بوزيد في قاعة الكوليزي. ولأول مرة منذ زمن بعيد، تعيش القاعة ومهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي مر على انبعاثه حوالي نصف قرن، اقبالا جماهيريا مماثلا. هذا الاقبال جعل إدارة القاعة تعيد تشغيل الطابق العلوي أو ما يعرف ب «الميزانين» لتوفير مقاعد اضافية للمتفرجين، اضافةالى السماح بالجلوس والوقوف في أروقة القاعة ومدارجها، بالنسبة لمن لم يعثروا على مقاعد.
اقبال خيالي
وأعرب مدير القاعة الذي اضطر الى التدخل في شأن التنظيم الموكل الى ادارة المهرجان من أجل حل مشكل المقاعد، عن اندهاشه وذهوله أمام الاقبال الكثيف والمفاجئ، الذي شهدته القاعة خلال عرضي فيلم «مانموتش»، مشيرا الى اضطراره الى اخراج المتفرّجين الذين حضروا العرض السابق في القاعة وهو عرض فيلم «الجمعة الأخير» من الاردن، من أبواب النجدة، وهو ما لم يحدث في كامل عروض الدورة منذ انطلاقها على حد تعبيره. وقال مسؤول القاعة أنه لم يعش مثل هذا الاقبال على أفلام أيام قرطاج السينمائية منذ زمن بعيد.
احتجاجات أمام القاعة
وبدأ التوافد على العرض الأوّل لفيلم «مانموتش» للمخرج نوري بوزيد في قاعة الكوليزي منذ الساعة السادسة مساء في حين أن موعد العرض يبدأ في الساعة التاسعة مساء أي قبل ثلاث ساعات من الموعد. وشهد مركب الكوليزي منذ عشية الجمعة الماضي ازدحاما كبيرا تصاعدت وتيرته كلما اقترب موعد عرض فيلم «مانموتش» حتى أن مجموعات شبابية من الجمهور لم تتردد في رفع شعارات تنادي بفتح القاعة وتوفير المقاعد لكل المتفرجين. كما عبر عدد منهم عن استيائه من سوء التنظيم خلال عروض الدورة.
صعود نوري بوزيد
ولم ينطلق عرض فيلم «مانموتش» الا في الساعة التاسعة وربع ليلا حيث صعد المخرج نوري بوزيد الى ركح القاعة داعيا فريق الفيلم الذي تجاوز الثلاثين الى الوقوف الى جانبه. وعبّر المخرج عن غبطته بعرض الفيلم وخصوصا حضور الجمهور بشكل مؤثر على حد تعبيره. كما قدم الممثلين والتقنيين شاكرا مساعدتهم في انجاز الفيلم.
3000 متفرج
وحضر العرض الأول للفيلم في الحصة الأولى حسب تقدير مدير قاعة الكوليزي حوالي 1800 متفرج، كما حضر العرض الثاني الذي انطلق في حدود الحادية عشرة والنصف ليلا، حسب تقدير مدير القاعة دائما حوالي 1200 متفرج ويعود هذا الإقبال حسب الملاحظين الى الدعاية الكبيرة التي قدمت للفيلم خلال الايام الاولى من المهرجان عند إلغاء العرضين الأولين لأسباب تقنية ووصفت عملية الإلغاء بالمقصودة وترجع لأسباب سياسية في حين انها كانت تقنية. ويتناول فيلم «مانموتش» وهو من بطولة سهير بن عمارة ولطفي العبدلي ورانية القابسي وبهرام علوي ونوري بوزيد الذي يظهر في مشهد يتعرض خلاله الى الاغتيال بسبب التطرف الفكري والديني، حكاية بنتين احداهما متحجبة تتطلعان خلال فترة نهاية حكم بن علي وبداية الثورة الى حياة اجتماعية متوازنة تتحقق فيها المساواة مع الرجل.