أوردت مصادر اعلامية وسياسية مطلعة أن المسلحين السوريين حصلوا على أسلحة كيميائية وأنهم يتجهون حاليا نحو استخدامها ضد المدنيين قصد اتهام السلطة باستعمالها في سبيل ايجاد الذرائع السياسية والعسكرية لغزو سوريا. وكشفت مصادر اعلامية أن المسلحين في حلب باتوا حاليا مزودين بأسلحة كيميائية حيث يستعدون لاستعمالها في الصراع الدائر في سوريا واستهداف المدنيين قبل تصويرها وترويجها اعلاميا. توريط النظام
وأكدت أن المؤامرة تصب حاليا في توريط النظام بهذه التهمة الزائفة من أجل تبرير غزو سوريا واحتلالها. من جهته، قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، ان أي عدوان عسكري خارجي على بلاده ستكون آثاره «كارثية على المنطقة،» وانتقد اتهام بلاده بالاستعداد لاستخدام الأسلحة الكيماوية محذرا من وجود ما قال انه «مخطط غربي» لتوفير تلك المواد لمسلحين والادعاء لاحقاً بأن القوات النظامية تستخدمها.
يشار الى أن سوريا تلقت عدة تحذيرات أمريكية ودولية من مغبة اللجوء الى استخدام السلاح الكيمياوي ضد المسلحين والأهداف المدنية في البلاد، وخاصة بعد ورود معلومات استخبارية تشير الى قيام القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بالعمل على اعداد مكونات غاز السارين القاتل.
وفي نفس السياق، كشفت مصادر اعلامية مطلعة أن «المعارضة المسلحة تسيطر على المعمل الوحيد والمركزي في سوريا المختص بتعبئة «غاز الكلور المسال»، وهو يقع على بعد 40 كيلومتراً شرقي حلب، على طريق الرقة قرب نهر الفرات»، علماً بأن المعمل المذكور يديره القطاع الخاص، وتملك الدولة أسهماً فيه.
وذكرت جريدة الأخبار اللبنانية أنه فور أخذ السلطات السورية العلم بسيطرة المسلحين على المعمل، أبلغت الأممالمتحدة بهذا الأمر محذرة من أن المسلحين أصبح لديهم عملياً غاز الكلور، أو أنهم بفعل سيطرتهم على المعمل قد يبادرون الى استخدام هذا الغاز الكيميائي الموجود فيه بكميات كبيرة، عبر تقنيات بسيطة، كمثال وضعه في عبوات تفجّر بصاعق.
ويحتوي المعمل على أسطوانات كبيرة، تزن كل واحدة منها مئة كيلو غرام، وتكفي الأسطوانة الواحدة منها لتعقيم دمشق لمدة أسبوع بحسب استخداماتها المدنية. لكن الأسطوانة الواحدة تكفي أيضاً لابادة قرية بتعداد 25 ألف نسمة، في حال استعملت لأغراض عسكرية. ويمكن تفجير غاز كلور بواسطة ملء أسطوانة صغيرة أو عبوة بدائية، بمادته المسالة. وينتج من ذلك تكوّن غمامة غازية لمدة أسبوع تسبب ابادة جماعية في محيطها.
مون يتحفظ في هذه الأثناء، أعلن الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون انه لا يملك معطيات حول استعداد نظام الرئيس السوري بشار الاسد لاستخدام السلاح الكيميائي ضد المعارضين له. وقال كي مون عقب زيارته مخيم اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية «لا توجد لدي معلومات مؤكدة عن عزم الاسد لاستخدام السلاح الكيميائي»، مضيفا ان استخدام السلاح الكيميائي سيصبح «جريمة امام الانسانية التي لا يمكن التكهن بعواقبها ».
وذكر انه كتب رسالة منذ عدة اشهر للرئيس بشار الاسد اكد فيها عدم القبول ابدا باستخدام السلاح الكيميائي. وكان بان كي مون قد حذر أول أمس الخميس النظام السوري من استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع الدائر في سوريا وقال ان ذلك سيؤدي الى ملاحقته قضائيا. من جهتها، أعلنت روسيا على لسان الكسندر غروشكو، المندوب الروسي لدى حلف الشمال الاطلسي (الناتو) انها لا تملك معطيات حول نية السلطات السورية استخدام الاسلحة الكيمياوية ضد المعارضة. وقال غروشكو خلال جسر تلفزيوني من بروكسيل «ليس لدينا اية معطيات تشير الى وجود خطط لاستعمال السلاح الكيمياوي ». وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق عن معلومات تدل على ان دمشق تخطط لاستعمال السلاح الكيمياوي ضد المعارضة، الأمر الذي تنفيه دمشق بشكل قاطع.