وجدت القناة الوطنية الأولى الحل للأزمة السياسية في تونس وذلك بتشكيل حكومة مصغرة في امتحانات الثلاثي الثاني ما يقيم الدليل مرة أخرى على تعدد عثرات قارئة الأخبار في النشرة الرئيسية. فبالرغم من الأحاديث المتكررة حول الإصلاح لم تجد النشرة الرئيسية على الوطنية الأولى إلى حدّ الآن توازنها بل إن حصيلة أخطائها في تزايد مستمر. ويبدو أن أنباء الثامنة ليلا بقيت رهينة التجاذبات السياسية رغم ما تمتلكه من إمكانيات مركزية وجهوية لتغطية الأحداث في التوقيت المناسب وبالحرفية المطلوبة بما قد يجعلها تضيع الفرصة نهائيا لتحقيق المصالحة مع مشاهد هجرها لسنوات في مرحلة كان إنجازها يخضع لمنطق التعليمات الفوقيّة. وهذه المصالحة تمرّ حتما عبر القرب من المواطن أو المتلقي لأنه هو المبتدأ أو المنتهى.
مقدمة غير مقنعة
وقد اعتمدت النشرة الرئيسية للأنباء في هذه الفترة على قارئتين تتقاسمان النشرات من الإثنين إلى الخميس عارم الرجايبي ومن الجمعة إلى الأحد دلال القاسمي وهذا الإختيار توصل إليه الفريق الفرنسي المؤطر لصحفيي قسم الأخبار وهي طريقة فرنسية بعيدة كل البعد عن التقاليد التونسية أي أن المشاهد التونسي لم يتعود على مشاهدة مقدم واحد 4 أيام على التوالي خاصة وأن المقدمة لم تكن مقنعة وأخطاؤها كثيرة وحضورها باهت إضافة إلى المضمون المهتز والخط التحريري الغير واضح والأخطاء التقنية الفادحة التي أصبحت من الصفات المميزة للنشرة فالمكونون الفرنسيون الذين نظموا «الكاستينغ» لا يفهمون اللغة العربية لذلك لم يصيبوا في اختيار قارئة أهم النشرات الإخبارية التي ينطلق بها الأسبوع وهي النشرات الأكثر مشاهدة.
كان بالإمكان تنظيم «كاسيتنغ» يحضر فيه خبراء وأساتذة من معهد الصحافة خاصة وأنه هناك وجوه بإمكانها تقديم الأفضل خاصة إذا خضعت إلى التكوين الجيد ولما لا فتح المجال لغير المختصين في الصحافة وهذا ما تعتمده التلفزات الكبيرة.
وكان لا بد أيضا من إعتماد عناصر أكثر موضوعية في اختيار المقدمين أو قد يكون هذا الإختيار فيه تأثير من بعض العناصر لاعتبارات شخصية. ومن المفروض إختيار وجوه رجالية أيضا لقراءة النشرة الرئيسية حتى تكون متوازنة .
نقائص بالجملة
ومن نقائص نشرة الثامنة أيضا تغطية الأحداث على عين المكان من خلال إستعمال الربط المباشر عن طريق الأقمار الصناعية أو الخطوط الهرتزية وهذه مهمة ديوان الإرسال الإذاعي والتلفزي رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لديه وهذا يعود أيضا إلى المسؤولين داخل المؤسسة الذين مازالوا يشتغلون على طريقة النظام القديم. وقبل أن ننهي الكتابة حول الأزمة المتواصلة للنشرة الرئيسية للأنباء لا بد من التذكير ببعض أخطاء المقدمة الأولى لأنباء الثامنة القارئة عارم الرجابي ولعل أهمها قولها المأثور «واقترح السيد صحبي عتيق تشكيل حكومة مصغرة بداية من امتحانات الثلاثي الأول» أي أن الوزراء سوف يتم إختيارهم حسب تمكنهم من المبتدأ والخبر.