خلت بعد التصريح الذي وصفته بالمسؤول لرئيس فرع كرة اليد للنادي الافريقي حسين قندورة اثر دربي العاصمة ليوم السبت الماضي بقاعة حلق الوادي أن مسألة التحكيم في كرة اليد أخذت وبصفة نهائية منحى إيجابيا وكنت نوّهت في نفس هذه الصفحة برد فعل حسين قندورة بالرغم من الهزيمة القاسية التي مني بها الأفارقة في السبع ثوان الأخيرة من المباراة. ولكني فوجئت لما قرأت ما ذهب إليه أحد المسؤولين الآخرين في فريق باب الجديد على نفس صفحتنا هذه محملا المسؤولية للحكامين في الهزيمة بل وداعيا إلى الالتجاء إلى الحكام الأجانب مستقبلا!
غريب جدا هذا الموقف لما يصدر من فريق يشرف على فرع كرة اليد فيه ثلاثة من بين خيرة ما أنجبت كرة اليد التونسية على مرّ التاريخ وهم نجم السبعينات وعاشق كرة اليد حتى النخاع رؤوف بن سمير والحارس المتألق على الدوام الشاذلي القايد (المدير الفني للفريق) وطبعا رئيس الفرع حسين قندورة الذي خطف الأضواء لبضع سنوات بمهاراته سواء كان ذلك مع النادي الافريقي أو الترجي أو المنتخب.
غريب أن تصدر مثل هذه القساوة على أبناء البلد من أحد هؤلاء ! غريب ألا يقرّون بالتطور الكبير الذي حققه التحكيم التونسي في السنوات الأخيرة خاصة منذ عدول الجامعة عن الالتجاء إلى الحكام الأجانب.
أريد فقط أن أسال الصديق رؤوف بن سمير عن موقفه لو قرر الرئيس المدير العام للمؤسسة التي يشتغل فيها ابنه استبداله ولو لمهمة وقتية بأجنبي بعنوان النزاهة والحيادية...
لا يارؤوف ولا ياشاذلي ولا ياحسين! ماهكذا نسهم في مزيد تطوير كرة اليد ! بل إن الظرف اليوم يستدعي منكم مدّ يد المساعدة إلى حكامنا الذين يسعون وأنا أعي ما أقول إلى محو تلك الفكرة السائدة في العشرية الماضية حول عدم كفاءتهم وقلة نزاهتهم.
نعم قام الأخوان الجربي في لقاء الدربي ببعض الهفوات ولكن هل تشاهدون لقاءات البطولتين الألمانية والفرنسية؟ ما رأيكم في التحكيم؟ أكاد أسجل من ناحيتي عشرات الهفوات في كل مباراة؟ لماذا تريدون جلب هؤلاء الحكام؟ إنهم قطعا سيخطؤون وسيخطئون أكثر من حكامنا! ستقولون إنهم يخطئون عن غير قصد! وأنا أقول بأن حكامنا نزهاء وأكفاء والكمال لله! والدعوة أوجهها مجددا إلى كافة مسؤولي الأندية بأن يساعدوا الحكام على آداء رسالتهم النبيلة حتى تعم الأجواء الرياضية في فضاءات كرة اليد ويصبح كل فرد من عائلة كرة اليد مثالا يحتذى لبقية الرياضيين.