أكّد عضو المكتب التنفيذي لحركة «النهضة» وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف المكّي أنّ «النهضة» تؤمن بدور النقابات والجمعيات والأحزاب ودور الدولة والمجتمع المدني لكن على أساس تمايز الأدوار وتكاملها محذرا من التحالف بين اليسار والتجمعيين وخطر ذلك على الثورة.
المكي تحدّث في اجتماع عقدته الحركة مؤخرا بسوسة عن «تحالف» بين بقايا النظام السابق و«تيار فكري» لم يسمه في إشارة إلى اليسار حيث أوضح أن الزعيم بورقيبة حاول استمالة هذا التيار فأرسل إلى منتسبيه (ومن بينهم محمد الصياح الذي كان ماركسيا) للانضمام إلى الحزب الحاكم كما حصل تحالف كبير بين «تيار سياسي أحمر» في إشارة إلى حزب التجمّع واليسار في عهد بن علي وهو ما نراه اليوم».
وأضاف المكي «اليوم يحاولون إنجاز النسخة الثالثة من التحالف ونتيجته ستكون مدمرة على الثورة التونسية إن لم نتصدّ له». واعتبر أنّ «الحكومة اليوم تتعرض للضغط والقصف من كل مكان لأنها تريد تفكيك الشبكات القائمة على المصالح وهذه الشبكات هي التي تخوض اليوم قتالا لاستعادة موقعها .وقال المكي إنّ «النهضة» لم تعرض على التونسيين أفكارا وثقافة تريد أن تفرضها عليهم بقوة الدولة بل هي حركة ديمقراطية بطبيعتها لا تدعو الشعب إلا إلى ما يؤمن به من تماسك الأسرة واحترام الآخر وغيرها من القيم والأفكار التي تتحول إلى قوانين تحت مسميات مختلفة مشيرا إلى أنّ «النهضة تقود اليوم بتفويض من الشعب هذه المرحلة، وهناك من يقلقه أن نقوم بهذا الدور وأن نكون وسطيين».
وأكّد المكي أنّ «هذه الحركة كانت تملك ما كانت تتطلبه المرحلة السابقة (رجالا ونساء مستعدين لمقاومة الظلم والاستبداد) واليوم تملك ما تقتضيه المرحلة القادمة من استعداد للبناء الديمقراطي وتحصين الثورة والحرص عليها حرصنا على الاستقلال».
وتابع الوزير قوله «لن تنفع الثورة السياسية ما لم تكن مشفوعة بثورة في الفكر ونحن اليوم لنا القدرة على إحداث الثورة الثقافية وبناء ثقافة البناء والاجتهاد لا ثقافة «تدبير الراس» وتكريس أخلاق احترام الآخر لا الأخلاق التي تفكك المجتمع.»
وأشار المكي إلى «ضرورة تغيير منوال التنمية وأطر الاستثمار والنظام الجبائي» قائلا «نحن في الحكومة نحقق إنجازات اقتصادية في ظروف غير ملائمة لذلك علينا أن نعجّل بالانتخابات حتى تجد الحكومة المقبلة المجال مناسبا لتحقيق كل ذلك وبناء التنمية الحقيقية».