افتتح، مساء أوّل أمس الاثنين 17 ديسمبر 2012 السيد مهدي مبروك وزير الثقافة، صالون الفنون التشكيلية للأطفال بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية، والذي تنظّمه سنويا المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس في اطار المهرجان الثقافي للطفل. وشهد افتتاح الصالون اقبالا كبيرا للأطفال فاق عددهم المائة اضافة الى أوليائهم وهو ما أضفى حيوية على حفل الافتتاح، حيوية تجسّدت أيضا في تفاعل الاطفال مع الوزير عبر طلب توقيعات للذكرى (الأوتوغراف)، حيث لبّى السيد مهدي مبروك طلبات الأطفال المبدعين، معتبرا عن اعجابه باللوحات المعروضة لهم بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية.
ورغم الجانب الاحتفالي، والرمزي كذلك، فإن ما يمكن ملاحظته في الأبعاد الرمزية، «لأتوغرافات» الوزير، هو تأثر أطفال اليوم بالوضع في البلاد بعد سنتين من الثورة، حيث طغى السياسي على الفني والرياضي...
وهذا في مجمله معطى إيجابي يقرّب طفل اليوم من السياسة، ولما لا يكبّر طموحه في الوصول الى مناصب سياسية في يوم ما، فطفل اليوم هو سياسي الغد، وفنّان اليوم أيضا هو مبدع الغد.
فما عرض من لوحات في صالون الفنون التشكيلية للأطفال، أكبر دليل على ابداعات أطفالنا، فمبدعون كوسام بن رحومة وجيهن شقرون وياسمين التونسي وسلمى الدالي وأميرة العش، وعائشة هميلة، ونور الغربي، وأمل الورهاني، وأسماء التكالي، وكل الأطفال المساهمين بابداعاتهم في هذا الصالون، لن يمرّوا هكذا مرور الكرام، فهذه اللوحات الرائعة في معظمها، إنما هي دليل على ميلاد جيل جديد موهوب ومبدع بالفطرة.
وهذا الصالون في عمومه، إنما هي إرادة ثقافية، أخذتها المندوبية الجهوية للثقافة على عاتقها، تنظيميا، للتعريف بهذه البراعم التونسية... وهذا يحسب لها، طبعا دون أن ننسى رعاية الوزارة، باعتبارها المشرف الرسمي المتواجد غالبا في مثل هذه التظاهرات الثقافية التي تعتني بالطفل، وتدعمه، لمواصلات إبداعاته ونجاحاته.
ومن هذا المنطلق فصالون الفنون التشكيلية للأطفال المنتظم بدار الثقافة ابن خلدون المغاربية، جدير بالزيارة، والاطلاع، وهو في كل الأحوال نقطة مضيئة في حضرة المهرجان الثقافي للطفل بكامل المؤسسات الثقافية بولاية تونس، والذي تنظّمه هذه المؤسسات برعاية المندوبية الجهوية للثقافة وتحت اشراف وزارة الثقافة، طيلة عطلة الشتاء.