حالة من الرعب الكبير عاشتها منطقة دوار هيشر منذ مساء امس الأول وذلك اثر عملية قامت بها قوات خاصة لاعتقال سلفيين تأكد انهم يمتلكون اسلحة «الشروق» زارت المكان وبحثت في تفاصيل الحادثة. دخلت منطقة دوار هيشر بالعاصمة منذ مساء امس الأول في حالة من الرعب والترقب على اثر عملية خاصة نفذتها قوات خاصة راحت ضحيتها زوجة احد العناصر السلفية واعتقل آخرون وحجزت أسلحتهم وطالت حالة الخوف والتوتر حتى عناصر المراكز الامنية المحيطة بالمنطقة.
وأكدت مصادر امنية ل»الشروق» ان العملية قامت بتنفيذها وحدات خاصة كان لديها معطيات حول حيازة بعض المنتمين للتيار السلفي على كمية من الأسلحة ودون اعلام أو تشريك مراكز الأمن بالمكان ولكن خطورة العملية ووفاة زوجة أحد المشبوه فيهم جعل مراكز الحرس بكل من حي خالد ابن الوليد ودوار هيشر والمناطق المجاورة تدخل في حالة من التأهب والانتظار لما قد ينتج من ردود فعل لا أحد يعرف مدى خطورتها وقد تم تعزيز التواجد الأمني بتلك المراكز.
وبالتنقل من مركز الحرس بدوار هيشر الى مركز حي خالد ابن الوليد ثم الى منطقة الاحداث اكتشفنا حجم الخوف والتوتر لدى المواطنين الذين زادت من مخاوفهم سيارات الأمن التي تطل منها عناصر من الوحدات الخاصة التابعة للحرس الوطني وهم يحملون أسلحتهم ويجوبون الأنهج بحثا عن مشتبه فيهم وكذلك انتشار عدد من العناصر السلفية على طول الشارع الرئيسي المجاور لمنزل الضحية.
وتقول الرواية الرسمية انه أثناء قيام الفرقة الخاصة بعملية مداهمة بعد استشارة النيابة العمومية قام المشتبه به باستهداف أعوان الامن بسلاح من نوع كلاشنكوف ما دفعهم الى الرد بالرصاص الحي فأصابوه وقتلوا زوجته وقد تم نقله الى المستشفى وحجزوا سلاحه كما تم في منزل آخر اعتقال أحد المشتبه فيهم وهو أيضا سلفي كما تم حجز سلاح من نوع كلاشينكوف أيضا وذخيرته.
وتقول الرواية الرسمية ايضا انه تم في نفس الاطار اعتقال ثلاثة من المطلوبين في قضايا أخرى في نفس السياق. وبالانتقال الى المكان الذي حصلت فيه العملية روى احد الشهود العيان حيثيات العملية التي قال انها كانت على غاية من السرية حتى ان المراكز المحلية للحرس لم تكن على علم بها بحكم خطورة المعلومات التي مفادها ان عدد من العناصر السلفية يخبؤون أسلحة في منازلهم.
وقال محدثنا ان أحد العناصر الموقوفة شعر خلال توجهه الى منزل صديقه «ش ش» حيث تنتظره زوجته وصاحب المنزل «ش ش» وزوجته وصديق ثالث، شعر انه مراقب فاتصل بهم ليعلمهم وبمجرد دخوله الى المنزل بدأت عملية المداهمة فاختارت القتيلة ان تغطي على خروج زوجها الى المنزل المجاور حيث كان ينتظره صديثقاه، باطلاق النار من سلاح من نوع كلاشنكوف لكن ردت العناصر الامنية بإطلاق الرصاص فاردتها على الفور واصابت «ش ش» فيما فر هو الى المنزل المجاور حيث تمت ملاحقته واعتقال الثلاثة هناك واحتجاز اسلحة اخرى هناك.
كما أكدت مصادرنا اصابة طفل صغير لكن كانت اصابة طفيفة ورجحت انه لم يصب بالرصاص وقد تم اسعافه وغادر المستشفى.
وعمت حالة من الذعر عشية يوم امس في حي خالد ابن الوليد ودوار هيشر خاصة مع بدأ تجمع عناصر سلفية غريبة عن المنطقة مقابل خروج السلفيين أصيلي تلك الاحياء منها مخافة الاعتقال خاصة مع انطلاق حملات تمشيط كبيرة تقوم بها قوات خاصة للحرس الوطني ومع وصول معطيات عن عمليات مداهمة جديدة. وعلمت «الشروق» أيضا ان قوات الامن كانت تتابع تلك المجموعة منذ احداث بوشبكة في ولاية القصرين وانه تم اتخاذ قرار المداهمة بعد التأكد من وجود الأسلحة.
وسيتم اليوم دفن القتيلة ويتوقع سكان المنطقة ان تحصل بعض ردود الفعل خاصة مع بدء تجمع عدد من العناصر السلفية قرب المنزل الذي حصلت فيه الحادثة كما تشير الاستعدادات المكثفة لقوات الحرس الوطني والدوريات الى خطورة اللحظات القادمة. وعلمت «الشروق» في ساعة متأخرة من مساء أمس ان الموقوف الثالث هو مواطن أجنبي قالت مصادرنا انه باكستاني كما تم ايقاف صاحب البيت الذي قتلت فيه المرأة لأنه كان يعلم ان من اجره منه يأوي هذا المواطن الأجنبي.
كما قامت احدى السيارات امس بالقاء منشورات قرب مركز الحرس الوطني في دوار هيشر، من الظاهر انها كتبت على عجل وتحمل تهديدا صريحا بالانتقام لمقتل زوجة «ش ش» واعتقال الآخرين لكن لم تتمكن وحدات الامن من اعتقال من رماها بالمكان ربما لأن العملية كانت سريعة ومموهة الى درجة انه حتى المتواجدين لم ينتبهوا لها.