استهدف تفجير جديد مقر النيابة العامة في بنغازي صباح أمس أي بعد ساعات من تفجير آخر استهدف الكنيسة القبطية في مدينة مصراتة الليبية وهو تفجير تقف وراءه «جماعات متشددة» على حد قول مسؤول أمني ليبي. ذكرت تقارير اعلامية أن انفجار عبوة ناسفة، صباح أمس الاثنين، استهدف مقر النيابة العامة شمال بنغازي شرقي ليبيا أدى الى تدمير واجهة المقر وتحطم زجاج السيارات وزجاج بعض الأبنية في محيط المكان.
الهجوم الثالث
وقالت التقارير أن الانفجار أحدث حفرة بقطر نصف متر تقريبا بجوار مدخل مقر النيابة العامة، الذي افتتح حديثا بعد أعمال صيانة أجريت على مقر ما كان يسمى بمحكمة الشعب الاستثنائية.
وقال خبير في المتفجرات وتفكيكها بالشرطة الليبية، أن «الأدلة الأولية تشير الى أن العبوة الناسفة عبارة عن حقيبة بها كيلوغرامات من مادة (تي ان تي) شديدة الانفجار»، مشيرا الى أن هذا الهجوم هو الأعنف الذي يستهدف مقر النيابة للمرة الثالثة خلال عام.
واستهدف مقر النيابة مرتين خلال فترات متفاوتة من العام 2012، وهذا هو الهجوم الثالث دون معرفة أسباب استهدافه بحسب مسؤول أمني تواجد بالمنطقة. وشهدت المنطقة عقب الانفجار تجمهر العديد من السكان ورجال الأمن فيما فرض رجال الشرطة طوقا على المكان وكلفوا أفرادا بحماية ملفات القضايا بالنيابة العامة.
كنيسة مصراتة
وجاء حادث بنغازي بعد نحو 36ساعة من تفجير استهدف مساء السبت مبنى خدمات تابع للكنيسة المصرية في مدينة مصراتة خلف قتيلين و جريحين وفق حصيلة جديدة. وتعهدت السلطات الليبية، أمس الاثنين، بالكشف عن المسؤولين عن الحادث الارهابي الذي استهدف «ملحق» الكنيسة المصرية بمدينة مصراتة الليبية.
وطالب رئيس المجلس المحلى لمدينة مصراتة سليم بيت المال في مؤتمر صحفي عقده مع مدير الأمن الوطني الليبي المكلف العقيد الهادي على شكلاوون رجال الدين الليبيين والمؤسسة الدينية بتحمل مسؤوليتها في توعية المجتمع من خطورة مثل هذه الأعمال والاعتداءات الآثمة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها ليبيا حاليا.
وقال ان المجلس المحلى لمدينة مصراتة سوف يقوم باصلاح كافة الأضرار التي لحقت بالمبنى الملحق بالكنيسة المصرية بمصراتة وأي تكاليف مالية نجمت عن هذا الحادث.
وأضاف أن وقت وقوع الانفجار كان يوجد بالكنيسة أكثر من 150 شخصا يمارسون الطقوس الدينية، وتم اخطار النيابة العامة الليبية لمعرفة الجناة، مشيرا الى أن التحقيقات مازالت في بدايتها، ولا يمكن الكشف عنها حاليا.
وأكد أن وزير الداخلية الليبي عاشور شوايل، طلب الاستمرار والتعاون مع البحث الجنائي الليبي في القبض على الجناة، موضحا أن 90% من الجرائم الجنائية في مدينة مصراتة تم كشف فاعليها.
وقال عضو في اللجة الأمنية في مدينة مصراتة، غرب ليبيا، ان المؤشرات الأولية تشير بأصابع الاتهام الى جماعات متشددة مسلحة بالوقوف خلف الهجوم الذي تعرّض له مبنى خدمات تابع للكنيسة المصرية في مدينة مصراتة.
وقال عضو في اللجنة الأمنية، طلب عدم كشف هويته، لمراسل وكالة الأناضول للأنباء ان التحقيقات مازالت مستمرة للوقوف على المسؤول عن هذا الهجوم، غير أنه لفت الى أن المؤشرات الأولية تشير الى ضلوع جماعات مسلحة متشددة في الحادث.
وقال عمر رشدي، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، ان السفارة تجري حاليًا اتصالات عاجلة مع وزارتي الداخلية والخارجية في ليبيا لاتخاذ اجراءات عاجلة لتأمين مباني الكنيسة المصرية في ليبيا، ومتابعة التحقيقات وحالة المصابين في الحادث.
وكان عدد ضحايا حادث الاعتداء الارهابي الذي استهدف الكنيسة المصرية بمصراتة ارتفع الى مصريين اثنين عقب وفاة أحد المصابين الثلاثة متأثرا بجراحه. وقال القس تيموثاوس بشارة، راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بالعاصمة الليبية طرابلس، ان حالة المصابين الآخرين مستقرة حاليا، وأن مبنى الملحقية التابع للكنيسة قد انهار بالكامل جراء انفجار القنبلة.