في بادرة فريدة تنقل فريق من محافظي الشرطة خريجي المدرسة الوطنية لتكوين إطارات الأمن الوطني والشرطة الوطنية بصلامبو ليلة رأس السنة الميلادية إلى قرية أكودة للأطفال فاقدي السند محملين بالهدايا والمرطبات. البادرة حسب ما أفادنا به منسقها المحافظ سليم شوشان انطلقت باقتراح من النقيب العام السيدة سلوى بريك أثناء محادثة جمعتهما فأصرّ على تفعيلها السيد سليم وذلك في إطار ترسيخ توجه «الشرطة المجتمعاتية» ضمن رؤية جديدة تلغي الهوة بين المواطن والسلك الأمني وتؤسس علاقة قائمة على التكامل والتعاون وتلغي كل أشكال التنافر وترسخ الصورة الحقيقية لرجل الأمن.
دعم وتأطير
وقد وجدت هذه المبادرة كل التأطير والدعم من المدير العام للتكوين العقيد رياض بالطيف بمساعدة مدير المدرسة الوطنية لتكوين إطارات الأمن الوطني والشرطة الوطنية بصلامبو المحافظ العام حمزة بن عويشة وصبري المبروكي رئيس الإدارة الفرعية للتنسيق والمتابعة للإدارة العامة والتكوين وعلي زروق رئيس الإدارة الفرعية للتدريب والرياضة. وتمت متابعة هذه الزيارة و حسن الإحاطة بها في سوسة من طرف السيد نبيل الغزواني رئيس منطقة الأمن الوطني بسوسة الشمالية. هدايا ومرطبات أسعدت الأطفال الموجودين بهذا المركز الذين أقبلوا على الزائرين بكل ما في براءتهم من روعة عاكسين تعطشا كبيرا للعطف والحنان مما طبع هذه الزيارة بالحميمية رغم أن ما برمج كان منقوصا نوعا ما بسبب حرص مدير مركز الأطفال بأكودة على أن لا يسلم محافظو الشرطة الهدايا للأطفال بصفة مباشرة حتى يوزعها بنفسه لاحقا بطريقته.
سعادة مضاعفة
ولكن هذا السبب لم يقنع الزائرين الذين أعادوا طلب الهدايا لحملها إلى أماكن إقامة هؤلاء الأطفال وسط المركز ولكن المدير أصرّ على موقفه، فدخل الزائرون إلى بيتين لبعض الأطفال دون بيوت أخرى حسب اختيار مدير الفضاء بدون هدايا ورغم ذلك حافظت هذه الزيارة على نبل الرسالة المحمولة والتي دخلت قلوب الأطفال وكانت سعادتهم مضاعفة أولا بسبب التعاطف الكبير الذي صدر من محافظي الشرطة تجاههم والذي كان خاليا من كل المركبات وطغت عليه العفوية حيث لاعبوهم وناولوهم بعضا من المرطبات أما السبب الثاني فيرجع إلى صفتهم ولما تحظى به صورة الشرطي من خصوصية في ذهن الأطفال والذين نطقوا منذ رؤيتهم للزائرين بكلمة «آه بوليسي» وهبّوا لاحتضانهم محاولين ارتداء قبعاتهم ولمسهم.
والطريف أن هناك بنتا لم تتجاوز الثلاث سنوات قالت «يا يا يا حاكم» ،فسيطرت على الأجواء احتفالية كبرى رسمت صورا وإن كانت ستُنسى بمفعول الزمن فإنها رسخت رؤية جديدة في علاقة رجال الأمن بالمؤسسات الاجتماعية بصفة عامة وبالفئات المحرومة بصفة خاصة مخلفين انطباعات بحجم أحاسيس لا تمحى.