على عكس كل التوقعات والتصريحات التي سبقت العرس الإفريقي، تميّز الأسبوع الأول من «كان» 2013 بالمستوى الفني المتواضع لمختلف المنتخبات المشاركة. وقد وقفنا على هذه الحقيقة منذ اللقاء الافتتاحي بين جنوب إفريقيا والرأس الأخضر ثم تأكدت عندما تعثّر صاحب التاج الإفريقي زمبيا مكتفيا بالتعادل في المقابلة الأولى (11) أمام المنتخب الأثيوبي المتغيب عن ال«كان» منذ أكثر من 30 عاما.
بعد سبع سنوات
تعود آخر عثرة لحامل اللقب في النسخة التي تلت الدورة التي تحصل خلالها على التاج الإفريقي إلى عام 2004 حيث اكتفى انذاك منتخب الكامرون المتوّج بالكأس عام 2002 بنتيجة التعادل أمام الجزائر (11) وقد انتظرنا النسخة الحالية بجنوب إفريقيا لنسجل عثرة جديدة لصاحب اللقب في الدورة التي تعقب حصوله عليه حيث تعادلت زمبيا في اللقاء الأول أمام أثيوبيا (11).
المحترفون يضربون بقوّة
استفادت المنتخبات الإفريقية المشاركة في ال«كان» من مجهودات لاعبيها المحترفين الذين سجلوا أغلب أهداف الدورة (دون اعتبار جولة الأمس لحساب المجموعة الرابعة) وجاءت أبرز الأهداف عن طريق متوسط ميدان بوركينا فاسو ومحترف لوريان الفرنسي «تراوري» الذي سجل 3 أهداف لمنتخب بلاده وسجل المهاجم المغربي المحترف في غرناطة الإسباني يوسف العربي ومتوسط ميدان الرأس الأخضر «بلاتيني» المحترف في «سانتا كلارا» البرتغالي واللاعب الغاني «بادو» الذي يلعب لفائدة أودينيزي الإيطالي وزميله «كوادو أسامواه» (جوفنتس) ورفيقهما في منتخب النجوم السوداء «واكاسو» (إسبانيول) والزمبي «مبوسيما» (محترف في جنوب إفريقيا) والمالي الرائع سايدو كايتا (داليان الصيني) والنجيري «إيمنيكي» (سبارتاك موسكو) والبوركيني كوني (زميله صابر خليفة وإيهاب المباركي في «إيفيان» الفرنسي ومواطنه «جونتان» (ران) والطوغولي «أيتي» (براست) ويوسف المساكني (لخويا القطري) والثنائي الإيفواري «جيرفينهو» و«يايا توري» (أرسنال ومانشستر سيتي) والكونغولي «مبوكاني» (أندرلخت).
حارس مرمى زمبيا يهز شباك نيجيريا
تسجيل الأهداف لم يقتصر على المهاجمين ولاعبي الوسط فحسب وإنما شمل أيضا حراس المرمى بما أن الحارس الزمبي «مويني» المحترف في جنوب إفريقيا تكفل بتعديل النتيجة لمنتخب بلاده (11) في مباراته ضد نيجيريا عن طريق ضربة جزاء وهو ما يذكرنا بعدة حراس مرمي اختصوا في تنفيذ الكرات الثابتة (المخالفات وضربات الجزاء) على غرار الحارس الشهير لمنتخب الباراغوي «شيلافار».
سلاح الكرات الثابتة
اعتمدت عدة منتخبات على سلاح الكرات الثابتة لمغالطة منافسيها وقد جاءت عدة أهداف عن طريق ركنيات أو مخالفات أو ضربات جزاء (هدف الطوغو ضد الكوت ديفوار وهدف غانا ضد الكونغو الديمقراطية وهدف الفيلة ضد الطوغو وهدف زمبيا ضد نيجيريا وهدف غانا ضد مالي...).
منتخب الرأس الأخضر يخلف غينيا الاستوائية؟
خلال الدورة الماضية من ال«كان» بلغ منتخب غينيا الاستوائية الدور ربع النهائي في أول ظهور له في هذه المسابقة وهو ما شكّل مفاجأة بالنسبة إلى كل المتابعين، وقد تحدثنا عن هذا الفريق ونحن نتابع منتخب الرأس الأخضر في الدورة الحالية بما أنه ترشح للمرة الأولى في تاريخه لل«كان» وقد فاجأ الجميع إلى حد الآن حيث اقتلع التعادل أمام البلد المنظم جنوب إفريقيا وخرج بالنتيجة نفسها أمام المغرب وحقق هذا المنتخب نتائج غير متوقعة بما أن كل الأطراف كانت ترشح جنوب إفريقيا والمغرب للسيطرة بالطول والعرض على منافسات المجموعة الأولى وتجدر الإشارة إلى منتخب الرأس الأخضر يتكون من عشرة لاعبين محترفين في البرتغال.
«جون بانسيل» يجرح و«واكاسو» يداوي
لا أحد بإمكانه نسيان ما أقدم عليه اللاعب الغاني «جون بانسيل» في مونديال 2006 عندما احتفل بتسجيل هدف للنجوم السوداء في شباك التشيك من خلال رفع علم إسرائيل (اللاعب ينشط في البطولة الإسرائيلية) وهو ما أثار انذاك غضب الجميع، وقد جاءت النسخة الحالية من ال«كان» لتصلح ما أفسده «بانسيل» حيث احتفل مواطنه «واكاسو» بطريقة نالت إعجاب الملايين حيث كشف عن قميص كتب عليه «الله أكبر» وذلك عندما احتفل بالهدف الذي سجله في شباك مالي.
المساكني يفجّر أزمة في المغرب الكبير
عندما قاد يوسف المساكني المنتخب الوطني في دورة 2012 إلى الفوز على أسود الأطلس قالت الصحافة المغربية انذاك إن المساكني فجّر أزمة في المغرب حيث ثار الأشقاء عقب مباراة تونس والمغرب على لاعبيهم ومدربهم «غيراتس» انذاك وقد تكرر الأمر نفسه بعد الهدف الرائع للمساكني في شباك الجزائر حيث أذهل المساكني الجميع حتى أن مدرب الخضر وحيد خليلوزيتش يقول «إنه هدف مستحيل!» وإذا واصل لاعبنا التألق في هذه الدورة فمن غير المستبعد أن يخلف الزمبي «كريس كاتونغو» ويفوز بجائزة أفضل لاعب في هذه النسخة بعد أن توج بها «كريس» في الدورة السابقة.