عاش عشّاق القصّة والأدب من الشّباب المتمدرس على امتداد ثلاثة أيّام فعاليات المنتدى الوطني للإبداعات الأدبية بالوسط المدرسي الذي احتضنه فضاء المركز الجهوي للتربية والتكوين المستمرّ بباجة. ونظم هذا المنتدى كل من إدارة الحياة المدرسية للمرحلة الإعدادية والتعليم الثانوي بوزارة التربية والمندوبية الجهوية للتربية بباجة. وعرف مشاركة 47 تلميذا وتلميذة عن المرحلة الإعداديّة والثانوية مثّلوا المندوبيات الجهوية للتربية في كامل ولايات الجمهورية تنافس 22 منهم على جوائز الشعر والبقيّة على الأقصوصة والخاطرة والمقال.
رئيس لجنة التّحكيم السيّد عبد العزيز الباجي عكّاز متفقّد عامّ للتربية قال انّ جلّ الكتابات اهتمت بشواغل وهواجس الواقع وقد تمّ ذلك في صدق ولو أنّها عرفت تفاوتا ملحوظا في نضج التّجارب في مستويات البنية والصّورة والمصاحبات اللّغويّة وشعريّة النّصوص واختياراتها الحداثيّة وتعبيريّة المعجم وإيحائيّة اللّغة وتمنّى لو أنّ انعقاد المنتدى تمّ خلال عطلة الشّتاء لمزيد إعطاء المشاركين فرصا أكبر للتركيز حتّى لا تتشتّت أذهانهم.
حفل تكريم الفائزين كان رائعا بشهادة كلّ المشاركين وقد توفّقت ولايات سوسةوقابس والقيروان لحصد الجوائز الأولى إذ نالت أسماء منصور من معهد ابن سينا بمساكن الجائزة الأولى في الشّعر عن قصيدتها «اعتذار» وهي تلميذة بالسنة الرابعة آداب حيث تحدّثت عن ولعها بالشعر منذ أن كانت تدرس بالإعدادي وقد كانت أشعار غادة السمّان آنذاك ملهمة لها إلى جانب حفظها الجيّد للقرآن الكريم وهي تنشط بنادي الشعر بمسقط رأسها منذ سنوات عديدة وعبّرت عن سرورها بالجائزة وذلك في أوّل مشاركة لها.
أمّا يوسف بوهالي المتحصّل على نفس الجائزة مناصفة وهو من معهد الصّمباط بحامّة قابس عن قصيدته «فتيل في الضّياء». وفي مسابقة الأقصوصة والخاطرة والمقال أسندت الجائزة الأولى إلى التّلميذة رماح الحجّاجي من معهد عقبة ابن نافع بالقيروان عن أقصوصتها «أمير البحار».
وبالتّوازي مع ذلك تمّ تكريم أصغر مشاركة وهي التّلميذة حنان عمران من معهد ابن رشد بالمظيلة من ولاية قفصة وهي من مواليد سنة 2000 حيث قالت إنّها وجدت دعما من أفراد عائلتها التي شجّعتها على المشاركة ورغم ما اعتراها من خوف في بداية المنتدى فإنّ بقيّة المشاركين قدّموا لها العون خاصّة على المستوى الإحاطة النّفسيّة.