لأنّه المسؤول الأول عن الجانب الفني والخيارات البشرية في المنتخب فقد تحمّل المدرب سامي الطرابلسي وزر كل الانتقادات التي طالته منذ الإطلالة الأولى لفريقنا الوطني في جنوب إفريقيا وكان من الطبيعي أن تتضاعف حدتها بعد الخيبة. لكن لا أحد منا أتى على ذكر بعض الأطراف الأخرى التي من المؤكد أنها ساهمت من موقعها في حصول الخيبة. أوّل من قصدناهم هو دون شك المدرب المساعد فريد بن بلقاسم الذي لا نكاد نسمع عنه شيئا في هذه ال«كان» ولا ندري هل اختار من تلقاء نفسه الانزواء والابتعاد عن الأضواء وخيّر أن يأكل قوته في صمت أم أنّه أجبر على ذلك وألجم فاه، وفي كلتا الحالتين سنعتبره مذنبا في حق تونس ومنتخبنا وفي حق نفسه بالأساس بن بلقاسم الذي أراد يوما أن ينفرد بتدريب المنتخب قبل أن يتسلم مقاليده سامي الطرابلسي لعب دورا سلبيا للغاية في ال«كان» أعطى الانطباع للجميع أنه لا يصلح للمهمة التي عين من أجلها فلم نره أعطى يوما أي تدخل في الخيارات البشرية أو حاول أن يشير للمدرب عن بعض الأخطاء أو بضرورة إقحام هذا اللاعب أو تغيير ذاك وحتى المهمة التي قام بها حين تم تكليفه بإعداد تقرير عن المنتخب الإيفواري فقد فشل فيها وأعد تقريرا كلفنا هزيمة بثلاثية كاملة وكذا الشأن حين دوّن على كنشه بعض الملاحظات حول منتخب الطوغو.
بن بلقاسم ودرس «جوردي روا»
ونحن نتابع مباراة «الكلاسيكو» بين برشلونة وريال مدريد في إطار ذهاب نصف نهائي كأس إسبانيا دقائق قليلة بعد نهاية مباراتنا ضد منتخب الطوغو وقفنا عند نقطة هامة تتعلق بأهمية الدور الذي يلعبه المدرب المساعد في التوجه الفني لعديد الفرق الأوروبية حتى لا نقول المنتخبات، «الكلاسيكو» سجل غياب مدرب برشلونة «فيلانوفا» الموجود في أمريكا للعلاج وقد حل محله المدرب المساعد «جوردي روا» الذي كان على مقربة من قيادة برشلونة إلى انتصار على الغريم لولا هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، والأهم من ذلك أن المدرب الأول للفريق «الكاتالوني» قد ربط خط اتصال طيلة فترة اللقاء مع مساعده وكان الاثنان يتشاوران في كل كبيرة وصغيرة متخطين حاجز المسافة بينما لم نشاهد نحن لفتة من المدرب سامي الطرابلسي إلى مساعده بن بلقاسم أو لمحنا هذا الأخير وهو يسدي برأيه إلى «عرفه» أو حتى لأحد اللاعبين لتحفيزه على مزيد العطاء، وهذا الفرق بين كرتنا وأخرى من وراء البحار.