احتضنت مدينة نابل على امتداد ثلاثة أيّام فعاليات ملتقى الشّعراء العرب في دورته التّأسيسيّة تمهيدا لتأسيس مهرجان شعريّ عربيّ متوسّطي سنويّ. وشارك في هذا الملتقى أحد عشر شاعرا عربيا. هؤلاء الشعراء قدموا من مصر الشاعران سامح محجوب وإيهاب البشبيشي، ومن المغرب الشاعران مصطفى بدوي ودنيا الشدّادي، ومن السعوديّة الشاعران ابراهيم زولي وطلال الطويرقي، ومن الإمارات الشّاعر عبد الله الهديّة، ومن الكويت الشاعرة ميسون سويدان، ومن البحرين الشّاعرة سوسن دهنيم، ومن ليبيا محمّد المغبوب ومن عمان حسن المطروش. كما حضر الملتقى الشّعراء التّونسيون آدم فتحي والمنصف الوهايبي والبحري العرفاوي ومجدي بن عيسى ولطفي الشّابي وشمس الدّين العوني وجميل عمامي وعفاف السمعلي وأنور اليزيدي وصابر العبسي وآخرين.أهمّ ما شهده الملتقى هو عدد من الأمسيات الشّعريّة التّي توزّعت على مدن مختلفة من ولاية نابل (الحمّامات وقليبية وقرمبالية ونابل) تابعها أحبّاء الشعر، إضافة إلى النّدوات الفكريّة الرّسميّة والتّلقائيّة على امتداد فترات الإقامة تناولت قضايا الشّعر والفنّ والأدب والثّقافة عموما في علاقتها بالمتغيّرات التّي تشهدها البلاد العربيّة في مختلف المجالات. كما كان للموسيقى والغناء نصيب في هذا الملتقى، فقد رافقت مجموعة «أقواس» الملتزمة الشّعراء وجمهور الشّعر في ثلاث محطّات أهمّها تقديم عرض «مغناة وعود العاصفة» قدّم خلالها الشّاعر لطفي الشّابي ديوانه «واقفون هنا والمدى واقف» وفق تصوّر فنّي طريف يجمع بين الغناء والرّسم والإنشاد.
وفي حفل اختتام الملتقى عبّر الشّعراء المشاركون في الدّورة عن امتنانهم للقائمين على هذا الملتقى، ودعوا إلى مزيد العمل على تطوير فكرة الملتقى شكلا ومضمونا حتّى يكون في مستوى تطلّعات الجيل الشّعريّ الجديد في مختلف البلاد العربيّة، كما أوصوا بالتّفكير في تأسيس «اتّحاد حرّ للشعراء العرب» يكون بيتا للشعراء العرب بعيدا عن كلّ أشكال الوصاية وتجنّبا لكلّ ما يمكن أن يُعيق نهضة شعريّة حقيقيّة تواكب ما تعيشه المنطقة العربيّة من تحوّلات.
هذه الفكرة اقترحها الشّاعر إيهاب البشبيشي ولاقت استحسان أغلب الشّعراء واشتغلوا على وضع تصوّر متين يضمن نجاح المشروع واستمراره كما يضمن تبادلا ثقافيّا عربيّا حرّا يُتيح الفرصة لكلّ الشعراء بالتّعريف بنصوصهم وفق تداول محكم ومنصف.
وتم اختتام الملتقى بالتّنبيه إلى المخاطر التّي تواجهها البلاد العربيّة التّي شهدت تحوّلات سيّاسيّة هامّة من تضييق على التّعبير ومحاولة السّيطرة على الأصوات التّنويريّة المنوّهة بدور الشعراء الريّادي في دعم الحريّة وحماية القيم الإنسانيّة.