«.. لن ننحني إلا للشهداء، نسبة نجاح الإضراب تراوحت بين 80 و90 بالمائة لا كما تروج له إذاعة صفاقس التي ننصح بعض العاملين فيها بالتوقف عن «قلبان الفيستة» على أننا نستثني الشرفاء منهم..» هذا ما أكده محمد شعبان الكاتب العام الجهوي للشغل بصفاقس صباح أمس الجمعة على إثر المسيرة الضخمة التي جابت شوارع المدينة بأعداد غفيرة شكلت جنازة رمزية رفعت فيها صور الفقيد شكري بلعيد والشهيد فرحات حشاد وعلم الوطن وهزت أركان الجهة بشعارات مزلزلة ..
«الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر» رددها المحتجون بشكل عال في أغلب ردهات المسيرة التي انطلقت من مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس يتقدمها نقابيو الجهة وعدد كبير من الحقوقيين والمثقفين وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني.
المسيرة التي انطلقت من أمام الإتحاد التحمت بمسيرة ثانية ضخمة انتظمت أمام مقر الوطنيين الديمقراطيين الموحد الواقع قبالة بلدية صفاقس الكبرى أين التحمت المسيرتان في موكب ضخم تعودت صفاقس على ضخامة عدده.
مواطنون ومواطنات من فئات عمرية مختلفة، ممثلون لأحزاب وجمعيات ومنظمات، حقوقيون مربون، نقابيون، موظفون وعملة كانوا كلهم في مسيرة واحدة جابت أكبر شوارع صفاقس التي أغلقت أغلب محلاتها التجارية وفضاءاتها العمومية ومؤسساتها.
صور الشهيد شكري بلعيد الضخمة رفعت عالية على شاحنة تقدمت المسيرة التي رفعت العديد من الشعارات على غرار «يا بلعيد يا شهيد على دربك لن نحيد» أو «يا حشاد يا شهيد على دربك لن نحيد «ويسقط جلاد الشعب» وغيرها من الشعارات التي نادت بإسقاط الحكومة وانتقدت رموزها والمتحالفين معها بشكل صارخ.
المسيرة التي هزت أركان المدينة بشعاراتها المتعددة والمتنوعة، تحولت من أمام البلدية إلى ساحة الشهداء بالقصبة، ثم ساحة باب الديوان ومحكمة الإستئناف لتعود من جديد أمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس أين كانت للكاتب العام للإتحاد كلمة محمد شعبان أبرز فيها بالخصوص دور المنظمة الشغيلة النضالي مبينا أن الإتحاد لا ينحني إلا للشهداء مترحما على روح الشهيد شكري بلعيد في أجواء خاشعة ارتجفت لها القلوب.
محمد شعبان توقف مطولا عند خصال المناضل شكري بلعيد منددا بالعنف بكل أشكاله مبرزا أن هذه الاغتيالات لا يمكنها وان تطال كل التونسيين مطالبا من جديد بحل رابطات حماية الثورة ومنتقدا إذاعة صفاقس قائلا «يزَيهم ما قلبوا الفيستة» مستثنيا الشرفاء منهم.
و عن نسبة نجاح الإضراب المتزامن مع يوم الحداد ، قال شعبان انها تراوحت بين 80 و90 بالمائة على اعتبار انها شملت وكما عاينت «الشروق» كل القطاعات باستثناء الخدمات الضرورية كأقسام الإستعجالي والصيدليات والمخابز والمصالح التابعة للشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه.
كلمة محمد شعبان من شرفة الإتحاد أمام آلاف المحتجين، سجلت قراءة الفاتحة ترحما على روح الشهيد شكري بلعيد وانتهت بالنشيد الوطني دون تسجيل اية صدامات أو تدخل أمني بل انتهت كما بدأت سلمية ومؤطرة بشكل واضح سواء من نقابيي الإتحاد أو مناضلي الجبهة الشعبية .
و بعيدا عن المسيرة، لاحظنا يوم أمس تمركز قوات الجيش الوطني أمام المرافق العمومية الحيوية المغلقة تماما ، كما سجلنا استجابة كل المرافق والمؤسسات والفضاءات التجارية للإضراب الذي دعا له الإتحاد، فقد أغلقت كل المحال التجارية باستثناء نزر قليل جدا من المقاهي التي فتحت أبوابها على استحياء شديد، وما خالف ذلك يمكن القول أن الحياة التجارية شلت يوم أمس بشكل قارب ال100 بالمائة بقلب مدينة صفاقس.
وحسب برنامج الإضراب، تعود اليوم السبت الحياة لنسقها العادي، لكن مع ذلك آثر المكتب الجهوي لحركة الشعب تأجيل ندوته المبرمجة لنهار اليوم السبت، وقد وافانا مناضلو الحركة ببلاغ جاء فيه : على إثر جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد، يعلم المكتب الجهوي لحركة الشعب بصفاقس عن تأجيل الندوة التي كان مقررا تنظيمها اليوم السبت 9 فيفري بنزل طينةصفاقس تحت عنوان «من قضايا التنمية بجهة صفاقس» إلى يوم الأحد 24 فيفري انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا بنفس المكان.
ملاحظة أخرى نسوقها ونحن نستعرض فعاليات الإضراب الجهوي ويوم الحداد نؤكد من خلالها انه لم تحدث بصفاقس أية أعمال شغب أو فوضى أو تجاوز نتيجة حسن التأطير والإلتزام بسلمية المسيرة في يوم تعمق الخشوع فيه بارتفاع أذان صلاة الجمعة من مساجد المدينة.
بقي أن نشير إلى أن عددا كبيرا من أنصار الجبهة الشعبية ومناضليها وبعض النقابيين وممثلي الأحزاب والمنظمات والجمعيات، كان قد تحول البعض منهم إلى العاصمة لحضور موكب تشييع جنازة الراحل شكري بلعيد.