شلّ الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل مدينة قفصة وذلك على خلفية اغتيال المناضل الحقوقي شكري بلعيد. وعاشت الجهة حملة نظافة ومسيرة سلمية رغم الغاز المسيل للدموع. تفاعلا مع دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل نفذ اصحاب المحلات الخاصة والادارات والمؤسسات العمومية اضرابا عاما ولم نلاحظ سوى بعض المقاهي التي فتحت ابوابها كما واصلت بعض الصيدليات عملها بصفة طبيعية بالإضافة الى استقبال المستشفي للحالات الاستعجالية وللإشارة فقد واصلت المتاجر فتح ابوابها في بعض الاحياء بالمدينة التي خلت شوارعها منذ الصباح الباكر على غير العادة من المارة والتجار وأصحاب المحلات الخاصة والفضاءات العمومية التي أقفلت ابوابها وشيئا فشيئا توافد الاهالي من كل الاحياء الى وسط المدينة وفي حركة عفوية بادر البعض بتنظيف الشوارع من بقايا الحجارة والفضلات في بادرة نالت استحسان المارة الذين تفاعلوا معها ايجابا وانخرط فيها سواق السيارات والجرارات الذين تكفلوا برفع الاوساخ بينما قام البعض الاخر بتنظيم حركة المرور وانتظم تجمع شعبي امام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة صباح امس القى خلاله السيد محمد الصغير ميراوي الكاتب العام للاتحاد الجهوي كلمة تلا فيها بيان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي ركز في نقاطه التسعة على ادانة مقتل بلعيد واعتبره جريمة نكراء كما حمل الحكومة كامل المسؤولية في تفشي ظاهرة العنف السياسي والتمسك بحل لجان حماية الثورة والاسراع بعقد الجزء الثاني من المؤتمر الوطني للحوار واعتبار يوم 8 فيفري يوم حداد وطني كما دعا قوات الامن والجيش الى تحمل مسؤولياتها في حفظ النظام وحماية التونسيين وختم بدعوة المحتجين بضرورة التحلي بالروح الوطنية العالية والالتزام بالاحتجاج السلمي والحضاري .وقد انتظمت بعد ذلك مسيرة سلمية حاشدة جابت الشارع الرئيسي للمدينة ومرت امام مقر الولاية دون تسجيل اي اصطدامات مع أي جهة كانت بما في ذلك بعض الاشخاص الذين واصلوا حملة النظافة ومن ضمنهم بعض العناصر السلفية من المتطوعين وتبقى الملاحظة البارزة ان المسيرة خلت من اللافتات الحزبية الضيقة فيما كانت الشعارات مناهضة للحكومة ومدينة لعملية القتل التي تعرض لها بلعيد ثم عادت المسيرة الى مكان انطلاقها وانتهت بتفرق امام الاتحاد بعد كلمة الناشط السياسي في الجبهة بقفصة عمار عمروسية الذي أشار في كلمته انه تلقى اول البارحة مراسلات تهديدية.
ورغم تاكيد كل الاطراف على سلمية الحراك الا انه بعد تفرق المحتجين تم رشق منطقة الشرطة بالحجارة من طرف بعض الشباب والاطفال مما دفع قوات الامن الى الرد بقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وقد اصيب مروان كسيرة مراسل راديو «كاب اف ام» بحجارة صادرة من المحتجين اصابته على مستوى البطن اثناء تغطيته للاحداث وتم اسعافه بالمركز الصحي لمنطقة الامن وقد زارته «الشروق» في منزله وحالته مستقرة وللإشارة فقد دعا اعوان الامن في البداية بمضخمات الصوت الشبان المتجمهرين ومستعملي الحجارة الى التفرق قبل ان يستعملوا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ليعود الهدوء من جديد الى المدينة.