بادر رئيس الحكومة حمادي الجبالي بتكوين مجلس وطني للحكماء يضم العديد من الشخصيات الوطنية الفكرية والسياسية، فما الذي ينتظره السياسيون من هذا المجلس؟ تهدف مبادرة الجبالي التي تتمثل في بعث مجلس لحكماء تونس حسب رئاسة الحكومة إلى توفير حلول للأزمة التي تعصف بالبلاد فما هو موقف السياسيين من هاته المبادرة وما الذي ينتظرونه منها؟
وفي هذا الاطار أكد محمد جغام (قيادي في حزب الوطن) على أهمية الفكرة وما يتمتع به أعضاء المجلس من وطنية ونضال وخبرة تمكن تونس من تجاوز الأزمة وأضاف «لقد استحسنت المبادرة وربما تعمل سويا مع مبادرة الجبالي الأخرى التي تتمثل في تكوين حكومة تكنوقراط على تحسس الطريق السوية والخروج من عنق الزجاجة وايجاد حلول للمشاكل السياسية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد.»
بدوره كشف محمد بنور(القيادي في حزب التكتل) أن مجلس حكماء تونس يضم البعض من الخبراء والمناضلين القادرين على مد يد المساعدة لرئيس الحكومة قصد ايجاد حلول للمشاكل وقال «أنتظر أن يكرس هؤلاء تاريخهم النضالي وخبرتهم من أجل انجاح عملية الانقاذ التي بادر بها حمادي الجبالي. والمهم أن يبادر المجلس بوضع أولويات في التعامل مع الملفات الآنية وعلى السياسيين أن يحرصوا على مراجعة أسلوب التعامل وتفادي التجاذبات والتفكير معا من أجل بناء دولة الديمقراطية وارساء مبدأ التداول السلمي على السلطة وقواعد الرقابة والحوكمة».
من جهته اعتبر محمد القوماني (الأمين العام لحركة الاصلاح والتنمية) أن فكرة انشاء مجلس للحكماء ايجابية وترددت منذ انطلاق شرارة الثورة خاصة من طرف كبار وشيوخ السياسة ولم تجد ترجمتها الا في الأسبوع الأخير وأضاف «المبادرة في حد ذاتها قد تكون ايجابية لأنها تهدف لاشراك أصحاب الخبرة والرأي من موقع استشاري وليس من موقع القرار.
ولكن بشرط أن لا يكون هذا التوجه يحمل أي نوع من الوصاية على المجتمع وعلى الثورة وما لاحظناه في المجلس المنعقد يوم الثلاثاء هو أولا ضعف التنوع فيه على مستوى الفكر والأعمار فأغلبهم شخصيات كبيرة السن.
ثانيا غياب كلي للعنصر النسائي وكأن الحكمة دائما حكر على الرجال وهذا لا يعطي رسالة ايجابية. ثالثا غياب كلي للشباب الذين هم رمز الثورة والمستقبل هذا اضافة الى أن الحكمة السياسية لا أعتقد أنها كافية اذا اقتصرت على من مارسوا السياسة وابتعدوا منذ فترة طويلة عن العمل السياسي والحزبي المباشر وكان لا بد من تمثيلية ما لشخصيات سياسية ذات حضور يومي في الساحة السياسية والاعلامية والعلاقات وغيرها.
أما خالد كريشي (حركة الشعب) فقد أكد أنه لا ينتظر من بعث مجلس للحكماء أي شيء وأن المبادرة اقترحها الجبالي لانقاذ نفسه ولتحسين موقعه في الساحة السياسية وأضاف «رئيس الحكومة يسعى الى البحث عن دعم آخر خارج مؤسسات الدولة الرسمية وخارج المجلس الوطني التأسيسي وفي نفس العائلة السياسية». واعتبر أن مجلس الحكماء مسألة لا تعنيه ولا يتوقع من تكوينه أي اضافة تذكر.