علمت «الشروق» من مصادر مطلعة داخل حركة النهضة ان رئيس الحكومة حمادي الجبالي حضر اليوم الاول من مجلس الشورى لحركة النهضة المنعقد يومي 16 و17 فيفري الجاري. وقالت نفس المصادر ان رئيس الوزراء الذي هو في ذات الوقت أمين عام حركة النهضة وعضو مجلس الشورى فيها تغيب عن اليوم الثاني من الاجتماع دون ان يستمع الى الردود والانتقادات الموجهة إليه بعد إلقاء كلمته في اليوم الاول. وحاول الجبالي، حسب نفس المصادر، في اليوم الاول الدفاع عن مبادرته بتشكيل حكومة تكنوقراط للمرة الاخيرة دون ان يفلح في ذلك أمام مجلس شورى بدا مصطفا وراء رئيس الحركة راشد الغنوشي وأمام ما يعرف بالمتشددين داخل الحركة.
ورجحت نفس المصادر ان يتجه الجبالي بعد مجلس الشورى الاخير الى تقديم استقالته عن رئاسة الحكومة على الرغم من تأكيد قيادات نهضوية في وقت سابق امكانية التجديد له في أية حكومة جديدة.
وتعبيرا عن خيبة امله ويأسه من امكانية التقدم بمبادرته كان من الواضح بحسب نفس المصادر ان الجبالي كان في اليوم الاول شبه منهار بعد ان تعرض لضغوطات كبيرة لثنيه عن تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية وهي المبادرة التي اعلنها رئيس الوزراء عشية اغتيال القيادي في الجبهة الشعبية شكري بالعيد يوم 6 فيفري الجاري. وشهد اجتماع مجلس الشورى بحسب نفس المصادر دعوات من اجل محاسبة الجبالي لخروجه بالنسبة للعديد من اعضاء مجلس الشورى عن قرارات مؤسسات الحركة.
يذكر ان مجلس الشورى انعقد عشية تنظيم حركة النهضة تظاهرة جماهيرية في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة حضرتها بعض قيادات النهضة وفي مقدمتها رئيسها راشد الغنوشي وهي التظاهرة التي اعتبرها البعض ورقة ضغط من اجل افشال مبادرة حمادي الجبالي.