فقدت الساحة الكوميدية صباح أمس الاثنين 18 فيفري 2013 أحد أبرز نجومها، الفنّان نصرالدين بن مختار، بعد اصابته بجلطة دماغية. وأكّدت مصادر مطّلعة ل «الشروق»، وفاة الكوميدي بأحد مستشفيات العاصمة، اثر تعرّضه لجلطة دماغية حادّة. وستلتئم مراسم الدفن، مساء اليوم، بعد صلاة العصر. وسينقل جثمان الفقيد من منزلهم الكائن ببن عروس الى مقبرة الجهة. ويذكر أن عديد زملائه تواجدوا صباح أمس بالمستشفى ومنهم، الفنان لمين النهدي، الذي أكّد ل «الشروق» أن الفقيد فارق الحياة وهو في غرفة الانعاش بالمستشفى.
لمين النهدي عبّر عن حزنه الشديد ولوعته لفراق صديقه مترحّما عليه وداعيا ا& أن يرزق أهله وذويه وزملاءه جميل الصبر والسلوان. وعاد النهدي بذاكرته الى بداياته مع الكوميدي نصر الدين بن مختار حين قال: «نصر الدين بدأ مشواره معي في مسرحية «الناقوس»، ثم في مسرحية «الكريطة» لما عوّض كمال التواتي... ثم بدأ بشقّ طريقه بثبات ويصنع لنفسه لونا خاصا به لا يضاهيه فيه أحد... وللأسف خسرناه رحمه ا&...».
«أين الحكومة؟!»
الممثل لمين النهدي ذهب أبعد من ذلك، حين لام الحكومة الحالية على عدم عنايتها بالفنان نصرالدين بن مختار، وقال في هذا الصدد «لو اعتنوا به مثلما اعتنوا بي أنا، لما توفيّ نصر الدين... على كل حال رحمه ا&، وتلك مشيئة الرحمان... وصدقا لم أر أحدا من الحكومة الحالية في المستشفى ليلة أوّل أمس، بينما، أنا لمّا نقلت الى المستشفى ليلة أوّل أمس، اتّصل بي أغلب الوزراء، ووزير الثقافة آنذاك، زارني 4 مرّات... رحم ا& نصر الدين بن مختار».
كان يفتكّ الضحكة...
ومن أصدقاء الفقيد الذين تواجدوا صباح أمس بالمستشفى، الكوميدي عبد القادر دخيل، الذي تحدّث عن رحيل زميله بألم كبير، يقول عبد القادر دخيل: «رحم ا& نصر الدين بن مختار فقد كان من أعزّ أصدقائي، وبوفاته قد فقدت الساحة الثقافية مدرسة من أبرز المدارس الكوميدية في البلاد».
وعاد «عبد القادر» الى تسعينات القرن الماضي حين قال: «كانت رحلتنا مع الفقيد منذ سنة 1990، وكان نصرالدين كوميدي مشاكس وجريء على الركح يفتكّ الضحك من الجمهور... وحتى منا نحن زملاؤه...».
وواصل دخيل حديثه بألم وحسرة قائلا: «الآن اقتنعت بأن هذه الدنيا كذبة كبرى، وبصراحة في السنتين الاخيرتين لم نر الخير اطلاقا، وكأن «البركة طارت» والحياة تغيّرت نحو الاسوإ... أنا أتألم كثيرا ومحبط جدّا... «إنا & وإنا إليه راجعون».
خسرنا طبيبا
«خسرنا طبيبا مريحا للتونسيين، بإطلالته عليهم على الركح أو على الشاشة الصغيرة... إنه يريحهم من عناء يوم كامل أو أسبوع كامل فيدخل الابتسامة بمشاكساته، وسخريته وسرعة بديهته... رحم ا& نصر الدين... وفقط إن كان قد أخطأ، فإن خطأه اليوم هو الرحيل لأن تونس، اليوم، في حاجة الىسخريته وهزله...» بهذه العبارات، اختار الكوميدي توفيق الغربي تأبين الفنان نصرالدين بن مختار.
رحم ا& الفقيد، ورزق أهله وذويه والساحة الفنية والكوميدية جميل الصبر والسلوان. «إنّا & وإنا إليه راجعون».