سقف متداع إلى السقوط وآخر سقط، رطوبة ألحقت أضرارا متفاوتة بكل القاعات والتجهيزات، نواد معطلة، منشطون «يعملون» دون عمل، منخرطون بالعشرات انقطعوا عن أنشطتهم... هذه وضعية دار الشباب حمام سوسةالمدينة منذ ثلاث سنوات تقريبا. «تقدمنا بجملة من المطالب والمراسلات والإشعارات ولكن التباطؤ والتجاهل كان مصيرها» هكذا صرّح لنا السيد نزار بن عمر بكل مرارة عندما استغربنا من الوضعية التي وصلت إليها هذه الدار العريقة التي يرجع تاريخ إحداثها إلى سنة 1979 وتوجد داخلها أيضا قاعة يقارب عمرها القرن تعتبر تراثية ولها مكانة روحية لدى أهالي حمام سوسة بما أنها رمز لولي صالح يدعى «سيدي بن عيسى» والتي بدورها لحقتها أضرار.الهدم «شر لابد منه»
وأضاف السيد نزار قائلا «لقد اضطررنا إلى إيقاف جميع الأنشطة وأعلمنا إدارتنا بذلك منذ شهر أكتوبر 2012 رغم ثرائها والتي تتوزع على ستة نواد تضم 320 منخرطا وهو إجراء أثار استياء هؤلاء الشباب الذين تعتبر دار الشباب المتنفس الوحيد لهم بحكم بعد دار الشباب بسهلول».
ولمزيد تسليط الضوء على هذه الوضعية التقت «الشروق» السيد نبيل قاسم رئيس مصلحة الشباب بالمندوبية الجهوية للشباب والرياضة الذي أكّد أن الهدم سيكون مصير هذه الدار.
وحول بطء اتخاذ الإجراءات والحل البديل في انتظار جاهزية الدارالجديدة علق قاسم بأنّ «بطء الإجراءات الإدارية أصبح أمرا عاديا ومعاينة الخبير تمت في آخر جانفي 2013 وعلى ضوء تقريره فإن الهدم أمر مفروض وقد حاولنا من البداية إعداد البديل حيث طلبنا من بلدية حمام سوسة وبصفة وقتية استغلال مبنى كان يستغله الحزب المنحل التجمع الدستوري الديمقراطي ولكنها رفضت ولم نجد أي مبادرة أخرى وما حدث لدار الشباب حمام سوسةالمدينة هو نتاج الإهمال وعدم الرعاية المستمرة.»
قرارات مؤجلة
مشروع تجديد دار الثقافة «علي الدوعاجي» قرار اتخذ منذ عدة سنوات وكان سينفذ قبل الثورة ولكن الظروف العامة عطّلته وطُرح هذه السنة من جديد... هذا التذبذب أثر سلبيا على عمل هذه الدار الحيوية والتي تنشط داخلها عدة نواد وجمعيات وتحتضن مختلف التظاهرات ويجد إطاراتها ومنخرطوها أنفسهم مهددين بدورهم بالتشتت حيث لم يقع إلى الآن التفكير في إيجاد البديل لهذ الفضاء.
وإن كان قرارا هدم هاتين الدارين مفروضين ولهما ما يبرّرهما فإن عدم التفكير في البديل وتجاهل حق الشباب في الترفيه والثقافة ليس له ما يبرره خاصة بعد أن استبشر هؤلاء الشباب بمكاسب الثورة ومنها تحرر دور الثقافة والشباب من العمل الحزبي الموجه والبرمجة السخيفة المهمشة وفي وقت كانوا ينتظرون إحداث تغييرات جذرية على هذين الهيكلين بالجهة من حيث الإطار والمضمون فإن الرياح جرت بما لا يشتهونه وتأخروا بطموحاتهم إلى المطالبة بالإحداث عوض التحديث.