نظمت التنسيقية الجهوية للجبهة الشعبية بقابس صباح الأحد اجتماعا شعبيا تحت شعار « مناهضة العنف» أشرف عليه الناطق الرسمي للجبهة حمّه الهمامي بحضور الأمناء العامين للأحزاب المكونة للجبهة وسط حضور جماهيري كبير غصت به قاعة المركب الثقافي بقابس. الاجتماع انطلق بمهرجان شعري ترحما على روح الشهيد شكري بلعيد تضمن قصائد للشاعر عبد المجيد البرغوثي والشاعرة عواطف كريمي قبل أن يفتتح موكب الكلمات «كمال المطماطي» المنسق الجهوي للجبهة ثم عثمان بلحاج عمر فزياد الأخضر وعمر الماجري.
حمّه الهمامي قال انه يتألم اليوم لغياب الرفيق شكري بلعيد عن صفوف الجبهة وبذلك تتأكد مقولة لا كرامة بدون أوجاع وآلام وتضحيات والتاريخ علمنا أنه كلما سقط ثائر الا وأزهرت الأرض بأضعافه والمؤكد اليوم أن من راهن على اغتيال «شكري بلعيد» لاسكات صوت والتخلص من رمز فقد كانت حسبته مغلوطة لأن أصوات الحرية تضاعفت لتواصل المسيرة على درب الشهداء والثوار وأنا أقول هنا ثوار كنا وثوار مازلنا وثوار سنبقى الى أبد الآبدين نقاوم الاستبداد ونبني للحرية نقاوم الاستغلال ونبني للعدالة الاجتماعية نقاوم الذل ونبني للكرامة والعزة.
حمّه قال ان الجبهة الشعبية تأكدت اليوم كضرورة ملحة في ظل واقع الأزمة التي تعيشها تونس اليوم بعد عامين على الثورة لأن انتخابات 23 أكتوبر لم تفرز أغلبية ثورية بل أغلبية انتخابية مؤقتة لحركة النهضة التي اعتمدت على الحزبية الضيقة وغابت عنها المصلحة الوطنية ولم تكن تملك برنامجا واضحا للحكم فسقطت في التغول لتضع كماشتها على كل دواليب الادارة من المعتمد الى الوالي والمدير العام والمستشار دون مراعاة جانب الكفاءة، الهمامي قال ان الحكومة لم تكن قادرة على تقديم الحلول للبلاد لأنها لم تكن تملك أفكارا جديدة بل اعتمدت على برامج ومشاريع النظام البائد ولم تعمل على الاستجابة لمطالب الشعب المهمش والشباب المعطل الذي كان قاد الثورة وقدم الشهداء في سبيل أن ننعم اليوم بالحرية.
حمّه قال ان أشد أعداء الحرية ذلك العنف الممنهج المرتبط بالفكر والأجهزة والذي يهدف الى وضع أسس لاستبداد جديد ودكتاتورية زاحفة وهذا يظهر من خلال المعركة القائمة داخل المجلس التأسيسي بين الحرية والاستبداد ونفس المعركة تقودها الحكومة أو لنقل النهضة مع القضاة والاعلاميين والمبدعين ومع المرأة. حمّه قال ان الجبهة تملك برنامجا واضحا في كل المجالات وتملك حلولا ملموسة لعديد المشاكل التي تتخبط فيها البلاد ولذلك طالبنا منذ مدة بمؤتمر وطني للانقاذ من أجل الوصول الى وفاق ينقذ تونس من الوضع المتردي الذي وصلته.
أما عن قابس فقد قال حمّه اني أطلق من هنا صيحة فزع لما يعيشه القابسي من معاناة سببها التلوث الذي أضر بالانسان والطبيعة وضروري اليوم أن تشهد الجهة حلولا جذرية تعيد للمواطن حقوقه المسلوبة.