أمام أكثر من سبعة آلاف شخص جاؤوا من مختلف جهات الجمهورية وحتى من فرنسا وايطاليا وغيرها ووسط ترتيبات أمنية مشددة أحيا السيد الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس الذكرى 79 لانعقاد مؤتمر البعث في 2 مارس 34 بقصر هلال. الاحتفال حضره عدد من المناضلين في الحركة الوطنية على غرار السيدين عبد الحميد شاكر والعروسي بن إبراهيم وأعضاء المكتب التنفيذي لحركة نداء تونس يتقدمهم الطيب البكوش ورضا بلحاج وإبراهيم القصاص والمنذر بلحاج وعادل الشاوش وعز الدين سعيدان وبعض الوجوه السياسية الأخرى على غرار ياسين إبراهيم وألقى فيه القائد الباجي قائد السبسي خطابا موجزا لم يخل من الطرافة ويحمل رسالة واضحة لأنصاره والى كل التونسيين يقول فيها نحن هنا ولن يقدر احد على إقصائنا وأوضح رئيس حركة نداء تونس في بداية كلمته أن مجيئه إلى مدينة قصر هلال يأتي في إطار حفل كبير يخلد ذكرى ولادة الحزب الدستوري التونسي الجديد... حزب وجد كل المساعدة من قبل أبناء المدينة المتفتحين من ذلك المناضل احمد عياد الذي منح داره للزعماء الحبيب بورقيبة ومحمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة ومحمد بورقيبة ليعقدوا مؤتمرهم الشهير الذي منه أخذت الحركة الوطنية منعرجها الحاسم الذي قادها إلى الحصول على الاستقلال وقال الباجي إن الدستوريين شاركوا في المعركة التحريرية وكسبوها وبنوا الدولة العصرية التي تتخذ الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها ولا يعقل أن يتم إقصاؤهم من الساحة السياسية من قبل الذين صعدوا إلى الحكم لان ذلك غير معقول ولا يخدم مصلحة تونس .
التوافق هو الحل
ومن جهة أخرى رحب السيد الباجي قائد السبسي بكل من يريد الانضمام إلى حركة نداء تونس وقال إن حركته لا تقصي أحدا وان لكل فرد الحق في المشاركة في الحياة السياسية لبلاده داعيا في نفس الوقت إلى الحوار والتوافق وعلق على ذلك بالإشارة إلى ما وقع لبعض المنتمين إلى الحزب المتشدد من رغبة في معاقبتهم لأنهم نادوا بالحوار مع حركة نداء تونس وعلق الباجي على الأمر بأن الإقصاء لن ينفع في شيء وان تونس في حاجة إلى كل أولادها وانه لا نجاح إلا بوضع اليد في اليد.
وفي جانب آخر من خطابه قال الباجي قائد السبسي إن حركته جاءت إلى مدينة قصر هلال ومعها جبهة تتكون من خمسة أحزاب لها مشروع مستقبلي يضمن لتونس نجاحها وأضاف بأن النصر سيكون حليفها ودعا الحاضرين إلى عدم رفع الشعارات المعادية لأنهم سينتصرون لا محالة وتمنى أن يعود الرشد إلى أصحابه وان يتم تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية وختم قوله بأن الدوام ينقب الرخام في إشارة إلى أن الدستوريين لن يستسلموا وسيواصلون النضال من اجل المشاركة في بناء تونس .
رسائل واضحة
كان خطاب الباجي قائد السبسي في قصر هلال خطابا موجزا لم يخل من الطرافة خاصة لما ألقى أبياتا شعرية انتهت بمفردات تقول «رضيت بالهم والهم ما رضا بيا» كما أن كل الحاضرين من المكتب التنفيذي ومن الأحزاب المنخرطة في الاتحاد من اجل تونس وفي تصريحات للشروق قالوا إن الرسائل واضحة وان الدستوريين سيواصلون العمل من اجل كسب معركة الانتخابات المقبلة للمحافظة على مكتسبات الشعب التونسي في اغلب المجالات وانه يتوجب عليهم وضع اليد في اليد وتوسيع الجبهة من اجل ضمان النجاح مع تقديم مشروع متكامل على جميع المستويات يرقى إلى تحقيق رغبة التونسيين الذين يريدون العيش في امن واستقرار
وللإشارة فقط فان بعض الحاضرين أسروا ل«الشروق» أنهم كانوا ينتظرون خطابا طويلا وساخنا من رئيس حركة نداء تونس يعبر فيه عن رأيه في الأحداث السياسية الحالية إلا أنهم لم يظفروا إلا بالقليل كما أن الإعلاميين استاؤوا من التنظيم بعد أن تم منعهم من تصوير الباجي قائد السبسي أو الاقتراب منه و الحديث إليه ووضعهم في مكان لا يسمح بالاستماع إلى الخطاب .