الكشافة التونسية مثال يحتذى به في التضامن والتعاون بين أفرادها أو بين مكوّنات المجتمع وتسعى إلى ترسيخ هذه المبادئ في أشبالها وزهراتها قبل قادتها... ما زلت أذكر المقال الذي كتبته في الشروق عن مرض قائد فوج الجبال للكشافة بمطماطة وإقامته بالمستشفى الجهوي بقابس لمدّة 3 أسابيع وتوجهت حينها باللوم لقادة الكشافة بجهة قابس لعدم قيامهم بالواجب نحوه... لكن ما راعني يوم صدور المقال الخميس 24 جانفي 2013 أن اتصل بي قائد فوج الوفاء بقابس السيد عماد بن غزال يطلب مني توضيحا عن مكان تواجد القائد فتحي المطماطي، ثم توجه عدد من قادة فوج الوفاء وفوج أبي لبابة إلى المستشفى للاطمئنان على صحته. ولمزيد توطيد أواصر التعاون والتضامن اقترح قادة فوج أبي لبابة بقابس على نظرائهم في مطماطة تنظيم حملة تبرعات خيرية لفائدة العائلات المعوزة بالسلسلة الجبلية بمطماطة، فاستحسنها فوج الجبال وأعدّ قائمة في هذه العائلات بالتعاون مع جمعية أمل مطماطة.
الشروق واكبت اليوم الأوّل لهذه المبادرة الخيرية حيث تمّ تعليب المساعدات المتمثلة أساسا في أغطية صوفية وملابس شتوية وأحذية كلها جديدة وغير مستعملة ثم تمّ توزيع جزء منها على بعض العائلات المعوزة بمطماطةالجديدة وكانت البداية بمنزل متواضع لأخوين يتقاسمانه و يضمّ أحد عشر نفرا يعيشون الحرمان والخصاصة مما أدخل عليهم البهجة والسرور وعبّرت إحدى ربتي البيت عن سعادتها بهذه اللفتة الكريمة من قادة الكشافة.
الناطق الرّسمي باسم فوج الجبال القائد علاء الدين بن ميلود توجه بتحية شكر لفوج أبي لبابة الذي قام بجمع هذه المساعدات القيّمة ونقلها إلى مطماطة وتشريك فوج الجبال في توزيعها على مستحقيها واعتبر ذلك ترسيخا للمبادئ والقيم التي تربى عليها في الكشافة . كما صرّح بعزمهم مواصلة هذه الحملة الخيرية كامل الأسبوع لتشمل عائلات بعدّة مناطق منها الدويويره وبني عيسى وتمزرط والذكاره. كما دعا الشاب عادل ناصري وهو ناشط في الجمعيات الخيرية إلى ضرورة تكاتف جهود كل المنظمات والجمعيات بمطماطة لتنظيم حملات مماثلة على امتداد السنة بعيدا عن البروتوكولات الرسمية لتجنب إحراج العائلات المستحقة للإعانة دون تخلي الدولة عن واجبها نحوه.