اعتبر الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيد حسين العباسي ان المنظمة الشغيلة على مشارف عقد مؤتمر ثان للحوار الوطني والذي من المرجح ان يكون قبل تاريخ الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وأشار العباسي الى ان نجاح تشكيل الحكومة رهين التوافق والاستماع الى مقترحات رئيس الحكومة وكذلك الى مختلف الاطراف من احزاب ومنظمات وشخصيات وطنية كان ذلك بمناسبة الندوة الاقليمية التقييمية الخاصة بالمفاوضات الاجتماعية لسنة 2012 لجهة الشمال والتي التأمت مؤخرا. وفي كلمته اوضح الامين العام للمنظمة الشغيلة ان الاتحاد العام التونسي للشغل كان حاضرا في بداية الثورة واثناءها وبعدها وان حضر باحتشام كما وصف في انتفاضة الحوض المنجمي بتاريخ 2008 وليسند على حد تعبيره الشباب الثائر الى حد سقوط بن علي معرجا على دور المنظمة الشغيلة ايام ما بعد الثورة في انقاذ البلاد من حالة الفراغ السياسي والى حدود الثالث والعشرين من اكتوبر ومن ثمة التجميع من اجل حماية الثورة في شكل لجان. وقد انتقد ما وصفه العباسي في الاثناء رغبة السياسيين بعد 23 اكتوبر من جعل الاتحاد يضطلع منصب «جمعية الكورة» على حسب تعبيره مشددا على دور الاتحاد الاساسي والجوهري في لعب التوازن والتعديل في البلاد بعيدا عن هوس الكراسي حسب قوله بل تحقيق اهداف الثورة ودون أي يحدد أي طرف مربع نشاط المنظمة الشغيلة. وعن الوضعية العامة بالبلاد لاحظ العباسي ان فشل الحكومة من ابرز مؤشرات وجود ازمة خانقة حسب تعبيره وسقوط البلاد في وضعية شبيهة بعنق الزجاجة. وان المنظمة الشغيلة تشارف على عقد وشركائها في المبادرة الاولى في انتظار حسم حزب النهضة موقفها ومنه المؤتمر من اجل الجمهورية وانتظار انفتاحها على مبادرة الاتحاد في الحوار الوطني وانعقاد المؤتمر الثاني على اقصى تقدير قبل تاريخ 25 من مارس الجاري.
وعن النجاح في تشكيل الحكومة الجديدة لاحظ امين عام الاتحاد العام التونسي للشغل ان اضفاء شرعية للحكومة بالمجلس التأسيسي من الامور غير المستبعدة اعتمادا على التصويت من نواب اغلبية من حزب النهضة لكن نجاح التشكيل في ان تكون الحكومة قد حظيت على حد تعبيره بالشرعية من اوسع رقعة توافق يستمع في تشكلها لرئيس الحكومة ومقترحات الاطراف من احزاب ومنظمات فضلا عن شخصيات وطنية. وان الحكومة تبقى شان الاحزاب التي تميزت بمصالحها الضيقة والانانية على حد تعبيره وان الاتحاد لا يقدم وزراء لأنه لا يريد ان يكون في وضعية «يغني وجناحو يرد عليه» حسب وصفه وأضاف العباسي ان المنظمة في مشاوراتها الأخيرة بالمناسبة التي طالت الساعتين نبهت من محاذير وقدمت شروط نجاح وتوضيحات نبهت الحكومة الى ضرورة تقديمها للناس قبل انطلاق عملها معتبرا ان الاسماء او تموقع من سيعين مشغلا لا يهم الاتحاد. كما قدم العباسي ما وصفه بالمناسبة من حقائق ولفترة أضعفت الاتحاد رغم وجود خط مانع مناضل ومنها فترة امانة الاستاذ اسماعيل السحباني امين عام اتحاد عمال تونس، حيث كان المؤتمر هو من يزكي بن علي حسب قوله. وفي اتجاه اخر توقف امين عام المنظمة الشغيلة عند ما وصفه من ضرورة البحث بالاستعانة بالخبراء والهياكل لاسيما في ما تعلق بوضعية التفاوض في القطاع الخاص الى الابتعاد والتخلي عن اسلوب التفاوض المركزي وذلك خدمة للديمقراطية ودفع التفاوض القطاعي ومن ثمة مراعاة لوضعيات المؤسسات الضعيفة ولإعطاء الوفد النقابي فرصة للدراية انطلاقا من وعي اكبر بواقع المؤسسة. وضعية قطاع» التكستيل» بعد الثورة كانت من النماذج المقدمة ومن حفظ في التفاوض اجور العمال بطريقة موضوعية معرجا على وضعية القطاع العام على اعتبار التفاوض مؤسساتي في جوهره.
وعن الوظيفة العمومية والمفاوضات الاجتماعية توقف عندما اسماه لهفة بعض القطاعات وبحثها عن الامتيازات ومنها مطلب المنح الخصوصية التي طالت 50 مطلبا حسب تقديره وخلص العباسي الى ضرورة التفكير من الان في تقنين التفاوض الذي يواجه تعطيلات منها الاداري. وعن مبادرة اتحاد العمال العرب تحدث العباسي عن اختراقات طالت هذه المنظمة ومست من استقلالية القرار النقابي ومنه صوت العمال فيها مشيرا انه في ظل عدم وضوح الامور بكل من سوريا وليبيا فإن في الافق تكوين منظمة جديدة بديلة تعايش التطورات على الساحة العربية و تعبر بالمقابل بحقيقة عن انحيازها للعمال حسب وصفه.