تبرأ أمس حزب حركة نداء تونس من تصريحات القيادي فوزي اللومي في قناة حنبعل واعتبر انها لا تلزم الا شخصه في حين يمثل الأخير الشق الدستوري في الحزب فهل هي بوادر صرع داخله؟ واعتبر نداء تونس ان الحوار الذي اجري مع فوزي اللومي أحدث «لغطا» مؤكدا انه لا يمثل الحزب ولا خطه السياسي، كما أكد اللومي ان ما قاله لا يلزمه الا هو وانه لا يلزم حزبه ومن هنا رأى كثيرون ان هذا الحادث اظهر الخلافات الموجودة بين الشق الدستوري في الحزب والشق الآخر.
وقد اكد اللومي في صفحته على الفايسبوك ان « نداء تونس حزب قائم على تيارات و ككل الاحزاب فيه اختلافات في وجهات النظر» مستبعدا ان تؤدي تلك الخلافات الى صراعات داخل الحزب، لكن ما لفت انتباه المتتبعين للمشهد السياسي التونسي هو اسراع الهيئة التنفيذية في التعبير عن عدم مسؤوليتها عن تصريحاته ولم تكتف بما اكده هو من تحمل شخصي لمسؤولية كلامه.
وما عزز الرأي القائل بوجود خلافات داخل الحزب لدى البعض هو ان فوزي اللومي ليس منخرطا او قياديا عاديا في الحزب بل هو يمثل كتلة فيه وهي الكتلة الدستورية كما انه من ابرز ممولي نداء تونس كما ورد في تصريحاته بعد دمج حزب المستقبل في حزب حركة نداء تونس.
وللتذكير فقد صرح فوزي اللومي في برنامج الصراحة راحة بقناة حنبعل بأن عبد العزيز المزوغي شخص غريب ومتهور يعطي التصريح ونقيضه مؤكدا انه قال للمنخرطين في نداء تونس عندما التحق بهم ان «الدساترة والتجمعيين هم الطرف الناجح في البلاد بعد فشل التجارب الاخرى»، كما اشار الى ان اخته زارت اسرائيل في اطار عمل وافقت عليه الدولة ولم يكن باختيارها وانه تم بعد بعث مكتب للكيان الصهيوني في تونس.
كما اعتبر اللومي عضو الهيئة التنفيذية لنداء تونس ان الجزائر والمغرب دولتان غير ديمقراطيتان مستنكرا عدم قيام ثورات بهاذين البلدين الشقيقين معتبرا ان الشعب التونسي له من النضج «الكثير الذي سمح له بالقيام بثورته» وربما يعبر هذا التصريح اكثر من غيره على تناقض المواقف داخل حركة نداء تونس حيث يعتبر رئيس الحزب الباجي قائد السبسي ان الجزائر خاصة عمق استراتيجي لتونس في حين يصفها اللومي بلدا وشعبا بتلك الطريقة.
فهل ان ما قاله فوزي اللومي موقفه الشخصي فعلا؟ ام انه يدخل في اطار الصراع الخفي الذي لم يخرج من الاجتماعات المغلقة سابقا؟